الإشراف..

يتشرف المدون بإنضمام الأخوات نمار وجابريه كعضوات فاعلات ومشرفات أساسيات في المدونه..

2013/12/05

واحسرتاه على رسول البشر, قد فاته من الأجر كثر...

واحسرتاه على رسول البشر, قد فاته من الأجر كثر...
===========================
مقدمة..
موضوعي اليوم عن الصوفية, وبغض النظر عن تعريفاتها وطرقها واعتقادات كثير من معتنقيها الفاسدة, وبخلاف ما يعرف عن التصوف أنه الزهد (مع أن ما نراه في تلك الطرق ليس له علاقة بالزهد أبدا), فأنا لن أتطرق لكل هذا أبدا, لأنني أولا لست في محضر بحث علمي, ثانيا هناك من أهل العلم من كتب وأسهب وأطنب, إنما أنا قلم بسيط وصغير؛ تكون لدي فكرة معينه, فأكتب موضوعا بشأنه, فلا تعيبوا علي عدم التفصيل في أمر الصوفية لأن هذا ليس موضوعي الذي أريد..
بسم الله نبدأ..
هناك معمم شيعي يقول:
((سامحك الله يارسول الله؛ لم تبلغ رسالتك على أكمل وجه, لقد أخطأت خطئا دمر الأمة, فهلا أوصيت لعلي من بعدك كي لا تفترق الأمة))..
وفي حالة مماثلة تماما للقول السابق, فلسان حال الصوفية ببدعهم وطقوسهم يقول:
((واحسرتاه عليك يا رسول الله, قد فاتك من الأجر الكثير, لقد فاتك ذلك, وحرمت ثوابه))...
وهذا يدل على تشابه في الفكر والمله وإن اختلفت طريقة التعبير عنها, فقد تشابهت أفكارهم وقلوبهم ومعتقداتهم, ذلك أنهم قوم يبتدعون..
تعالوا نبحر قليلا في شطحات من زيغ الصوفية, لنعرف كيف فات الرسول الكريم من الأجر العظيم ما الله به ليس عليم, بل الصوفية وحدهم به هم العالمون, ومن لم يأمن منهم بذلك من الصوفيين فهذا يعني وجود تناقض في عقولهم, فإما أن يعترفوا أن طقوسهم ومنها هذا الذي سنتكلم عنه طقوس دجل وكذب, وإما أن يعترفوا أنه فات على رسول الله من الخير الكثير من حيث لا يعلم هو, ولا يعلم من علمه وهو اللطيف الخبير, ولكن اللطيف الخبير في نظر هؤلاء لم يعلم رسوله هذه الطقوس التي فيها الثواب الكبير, لأن الله لم يعلم بها إلا لاحقا, فأصبح يثيب عليها من يفعلها فكيف بمن إكتشفها..
هل تعرفون العادة السخيفة التافة التي يتمايل بها الصوفيين رقصا بحجة أنها توصلهم إلى الصفاء الذهني؟..
إنها المولوية أو "الدراويش" وهي أشهر رقصه صوفية, فلطالما اشمئزت نفسي من رؤيتها واحتقرت من يفعلها..
كتبت أستاذه دكتوره تصفها ب:
((اشتهرت الطريقة المولوية بما يعرف بالرقص الدائرى لمدة ساعات طويلة يدور الراقصون حول مركز الدائرة التى يقف فيها الشيخ، ويندمجون فى مشاعر روحية سامية ترقى بنفوسهم إلى مرتبة الصفاء الروحى فيتخلصون من المشاعر النفسانية ويستغرقون فى وجد كامل يبعدهم عن العالم المادى ويأخذهم إلى الوجود الإلهى كما يرون, اشتهرت الطريقة المولوية بالنغم الموسيقى عن طريق الناى، وكان مولانا يرى فيه وسيلة للجذب الإلهى، ويعتبره أكثر الآلآت الموسيقية ارتباطا بعازفه، ويشبه انينه بأنين الإنسان للحنين إلى الرجوع إلى أصله السماوى فى عالم الأزل)), انتهى كلامها..
الله يخرب بيتك والسطح اللي فوق بيتك والشارع اللي قدام بيتك, أتمنى تفيض بواليعكم علشان الريحه الوسخه تخنئك, هذا وأنت إستاذة دكتورة يا هبله, فماذا يفعل العامي البسيط؟!..
ولقد اطلعت على أقوال علماء يشيب لها رأس الولدان في وصفهم للرقص الصوفي, وكيفية الإنسلاخ من العالم المادي إلى السمو الروحاني, وقلت في نفسي: "لم يبق إلا أن يأمنوا بأن المادة هي أصل الوجود ويخلصونا"..
و كنت طفلا صغيرا عندما رأيتها (المولوية) لأول مرة وعلموني أنهم صوفية يمارسون ذلك كعبادة يتقربون بها إلى الله, فتساءلت بيني وبين نفسي: هل فات رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يدعيه هؤلاء القوم؟!..
إذا كانت هذه الطريقة توصلك للصفاء الروحي والذهني مع الله, ويأجر فاعلها أيما أجر, فلماذا لم يفعلها رسول الله ويصل بها إلى أعلى مرتبة من الإندماج الروحي والإتصال الروحاني؟!..
هل فاتت على رسول الله, أم كان جاهلا بها؟!..
و لماذا لم يعلمه بها الله؟!..
ومن الذي أعلم هؤلاء القوم أن هذا الرقص والتمايل مع ما يرافقه من طبول وأنغام يوصل المتعبد إلى هذه المرتبة الروحانية العالية؟, فهل أحسوها فعلا, أم هي أضغاث أحلام؟!..
فتصوروا أن طفلا صغيرا يسأل نفسه هذه الأسئلة, بينما علماء يمارسون هذه الخزغبلات, ولا تحدثهم أنفسهم بما يخالف العقل والنقل والمنطق والفطرة كما حدثتني نفسي الطفولية وربما الفطرية..
إن دوران الإنسان حول نفسه يتطلب أمورا عده, لعل أهمها التركيز حتى لا يختل توازن الإنسان, فكيف يوفق هؤلاء الراقصون والهازون الأوساط بين التوازن الجسدي وبين النقاء أو الصفاء الروحي كما يسمونه؟!..
و إذا قالوا بحجة أنهم يتعودون حتى تكون لديهم ملكة في التوازن فلا يحتاجون إلى التركيز (أصبحنا نعرف العذر مسبقا وقبل أن يردوا), فكيف يوفقون بين حركة الجسم المستمرة التي تنبه الأعصاب بشكل دائم وبين التوافق الذهني الروحي وصفاءه الذي يدعون؟!..
إنه لأمر عجب أن يصدق رجل يدعي الإسلام هذه الخزعبلات..
وكي نصدق معهم أو نصدقهم؛ يا ليتهم يجيبون لنا على أسئلتنا السابقة..
و لكي نذكرهم بها نقول:
1 – هل فات على الرسول محمد هذه المرحلة والمرتبة من الصفاء الذهني الروحاني والنقاء؟!..
2 – من الذي أعلمهم بهذه الطريقة وأين دليلها من القرآن أو السنه؟!..
3 – كيف يتم التوافق الجسدي والعقلي بين حركة الجسم المستمرة المنبهة للأعصاب وبين الإندماج الروحي الإيماني الذي ينقلك لمرتبة لم يبلغها رسول الله يوما, ولم يعلم بها؟!..
أكتفي بهذا القدر من الأسئلة, ولو لاحظتم كثرة علامات التعجب (الإنفعال) وراء كل سؤال, وذلك لأنها أمور تدعو للعجب فعلا..
فهل من راقص صوفي يشمر عن ذراعيه فيجيبنا؟..
ومن وجه آخر..
فلربما نسرد لكم الأمر بصورة أوضح أو أعمق أو أوسع, لسنا مستعجلين, إلا إذا كنتم قد مللتم منا, فدعونا نفتح القلوب والعقول والبصائر والصدور والنحور والأصابع أيضا..
هناك أمران لا ثالث لهما, فأيهما تختارون يا صوفيه؟:
1 – إما إن الرسول كان يجهل هذه العبادة, وهنا يمكن أن ينطبق عليه قولي: " واحسرتاه عليك يا رسول الله, لقد فاتك من الأجر الكثير, وخدعك جبريل فلم يبلغك بهذا الطقس العبادي المهم الذي يوصلك لمستوى الإندماج الروحي مع الله, لأن جبريل لا يريد لك الخير, أو أن الله لم يعلم بهذا إلا لاحقا, وبالتالي لم يعلمك بها وأنت حبيبه"..
2 – أو أن الرسول كان يعلم بهذه العباده ولكنه اختصها لنفسه لأنه أناني, فلم يبلغ بها المسلمين, وربما أنه كان يمارسها في أحدى غرفه المنزليه خفاء كي لا يراه أحد..
وهو كما قلت وذكرته في الأعلى عن المعمم حين قال:
"سامحك الله يا رسول الله؛ فهلا بلغت في الوصاية لعلي علنا"..
وعند الصوفية يمكن أن نقول:
"سامحك الله يا رسول الله؛ فهلا بلغتنا عن هذه العبادات العظيمة, ولم تعلمنا بها وخصصتها لنفسك"..
فأيهما تختارون من الأمرين؟..
فإن لم تستطيعوا إختيار واحدة بين الخيارين, فاستعينوا بصديق, فإن لم تصلوا لحل ولن تصلوا, فاعلموا أن ما تقومون به أمر مبتدع وهو من الهوى, والله ورسوله متبرئون منه, والإسلام بريء منه, وكما هو معلوم أن كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار, هذا في حال الإفتراض جدلا أنها بدعة لا تخرج عن المله, بمعنى أنني هنا لم أجعل من نفسي قاضيا بل محاورا, كما أن الهوى الذي تتبعون لن نتبعكم فيه, لأننا لو إتبعناكم من غير هدى ولا بصيرة بعد الذي جاءنا من العلم, فلن يكون لنا من الله من ولي ولا نصير, أضف إلى ذلك, أنكم ستعترضون على ما جاء من أسئلة وإختيارات, لأنكم لن ترضوا عنا حتى نتبع ملتكم المبتدعة, ونحذو حذو طقوسكم التافهة السخيفة التي أضحكت علينا الأمم وجعلتهم ينظرون إلى ديننا نظرة غير منصفه البتة..
فوالذي نفسي بيده, أنني من الناس الذين لو كان ديني بهذا الشكل لكفرت بالأديان كلها وأولها الإسلام ولكذبتها, إن العقل والمنطق والفطرة والذوق والحياء والرقي والحضارة ووووو لا يتقبلون هذه السخافات والدناءات..
هل يمكن أن أعرف الله أو أصل إليه بصوت الموسيقى والناي أو بقرع الطيران والدفوف؟!..
و لماذا لا أصل إلى الله وأعرفه من خلال قرآنه وصلاته وصيامه وزكاته وحجه كما أمرنا بها وعلمنا بها رسوله العظيم حقا؟!..
إن الله الذي يقول "وما أتاكم الرسول فخذوه" لم يعلم رسوله الطريقة اللازمه للإندماج الروحي مع الله كي يعلم بها عباده, واكتشفها أهل التصوف ومن تشيخ على يديهم, إن هذا لعجب عجاب..
ثم, ما معنى الإندماج الروحي مع الله؟!..
هل يعني ذلك أن الإنسان يكون وحدة متكاملة غير مجزئة مع الله؟, أي أن الإنسان يكون هو نفسه الله في مرحلة من المراحل (وحدة الوجود)..
سبحانك ربي تعاليت عما يصفون, وأستغفر الله عما يقولون وعما أكتب, إنما ناقل الكفر ليس بكافر, ونحن هنا لمخاطبتهم بعقولهم ولإقامة الحجة عليهم, علهم يرجعون عن غيهم وضلالهم فيهتدون..
حسب علمي أن اليهود غضب الله عليهم بسبب أنهم وصفوا الله بصفات لا تليق بجلاله, وأولوا صفاته وقدراته كما سولت لهم شياطينهم, وإني لا أشك في أن أفعال الصوفية متشابة مع أفعال اليهود في ابتداعهم مصطلحات وطقوس لا تستقيم مع ما أمر به الله أن يفعل, إنها قلوب تشابهت؟..
و هل في عبادة لم يفعلها الرسول أجر وخير؟, وما معنى حديث رسولنا:
"افترقت اليهود على إحدى أو اثنتين وسبعين فرقة، والنصارى كذلك، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، كلهم في النار إلا واحدة، قالوا: ما هي يا رسول الله؟ قال: "ما أنا عليه وأصحابي", ما معنى: "ما أنا عليه وأصحابي", فهل هو صلى الله عليه وسلم وأصحابه فعل ما تفعلون؟!..
وأين أنتم من وصية الله تعالى:
"وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه, ولا تتبعوا السبل فتفرق, بكم عن سبيله, ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون"؟..
وكيف تكون حال آية: " اليوم أكملت لكم دينكم, وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا", إّذا كانت هناك عبادات وطقوسا وشعائر لله لم تكن قد نزلت, وظهرت بعد مئات السنين من وفاة النبي؟..
بل هو لسان الحال لا المقال الذي يقول:
"إن الرسول لم يكمل الرساله ونحن نكملها عنه"..
من أقوال الصوفية: "حدثني قلبي عن ربي", فإذا كان قلبك أيها الصوفي دليلك للوصول إلى الله ومعرفة عباداته وشرائعه, أجل الرسل ((وشـ وظيفتهم)) بالضبط؟!, أقولها بالعامية لعلها أشد وطأة..
قال تعالى: " ادعوا ربكم تضرعا وخفيةً إنه لا يحب المعتدين", فقال جل في علاه "تضرعا وخيفة" ولم يقل رقصا وإندماجا وحدويا روحيا والعياذ بالله, كما أن وجود " إنه لا يحب المعتدين" مع الدعاء تفيد عدم الإعتداء في الدعاء, أي عدم التعدي إلى ما هو غير مسموح به, والغير مسموح به هو ما لم يكن قد ذكر في آية أو ثبت عن الرسول كالبدع والتعدي إلى طقوس وألفاظ دعائية تحمل أكثرها جملا شركيه أو تناقض أصل الدين..
ونعلم جيدا أن لديهم حجج واهية تافهة (في مقام الحجة وليس القول), فمنها أنهم يستدلون على جواز الرقص بقوله تعالى: " الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم", وآية: "إذ قاموا فقالوا ربنا رب السموت والأرض", فما دخل هذه الآيات بالرقص والذكر الصوفي, بالمناسبة؛ يسمونه "ذكرا" أي ذكرا لله, فسبحان الله؛ كيف يفصل صاحب الهوى لنفسه كل ما يرغب على مقاسه الذي يريد هو لا الله ورسوله, كذلك يستدلون بأحاديث أكثرها موضوع ومكذوب على رسول الله أو فيه زيادة موضوعة, كقول النبي لجعفر بن أبي طالب: " أشبهت خلقي وخلقي", فقام جعفر ورقص فرحا, والرقص هنا زائد في الحديث, وحتى لو كان غير زائد, فجعفر لم يرقص عبادة, وإنما فرحا لو افترضنا جدلا أنه فعلها, عموما.. نحن هنا لا نريد أن نتوسع أكثر لأننا كما ذكرنا لسنا في محضر بحث علمي, ولكن لتقريب الصورة أكثر, فإن مجرد الإكثار من السجع في الدعاء أو التكلف فيه مكروه, فما بالك بمن يخترع فوق الدعاء حركات وصفوف تتمايل في طابور واحد, وملابس معينه لفرق معينه تأدي رقصات دربوا عليها مسبقا ونايات وموسيقى وطبول وهزي يا وسطي, وليس أظهر من حجة أنهم على باطل إلا أن نعلم أنها أصبحت تجارة, فهناك مجموعة تؤدي تلك (الإتصالات الروحية مع الله) مقابل أجر, وعلى هذا المنوال تخرج لك فرقة حسب الله ومدد النبي وغير ذلك من المسميات الغريبة..
و بالطبع أن هذه التساؤلات وهذا الموضوع يمكن أن ينطبق على كل بدعة لم تكن موجودة في عهد الرسول, ويمكن إسقاط تساؤلاتنا هذه عليها, كبدعة الحسينيات, واللطم, والتطبير, والمظلوميات, وزيارة الأماكن التي ما أنزل الله بها من سلطان كالقبور وما تسمى مدنا قدسية عند أهلها..
أخيرا..
لا أريد ان أطيل, ولكن من أروع ما قرأت لابن القيم الجوزية ويخص هذا الموضوع بصورة أو بأخرى, بل إنه ينهي الحكم فيه, هو ما ذكره في بدائع الفوائد 3 / 155:
(((فقد توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وما من طائر يقلب جناحيه في السماء إلا وقد ذكر للأمة منه علما وعلمهم كل شيء حتى آداب التخلي وآداب الجماع والنوم والقعود والأكل والشرب والركوب والنزول ووصف لهم وآداب العرش والكرسي والملائكة والجنة والنار ويوم القيامة وما فيه حتى كأنه رأي عين وعرفهم بربهم ومعبودهم أتم تعريف حتى كأنهم يرونه بما وصفه لهم به من صفات كماله ونعوت جلاله وعرفهم الأنبياء وأممهم وما جرى لهم معهم حتى كأنهم كانوا بينهم وعرفهم من طرق الخير والشر دقيقها وجليلها ما لم يعرفه نبي لأمته قبله، وعرفهم من أحوال الموت وما يكون بعده في البرزخ وما يحصل فيه من النعيم والعذاب للروح والبدن ما جلى لهم ذلك حتى كأنهم يعاينوه، وكذلك عرفهم من أدلة التوحيد والنبوة والمعاد والرد على جميع طوائف أهل الكفر والضلال ما ليس لمن عرفه إلى كلام أحد من الناس البتة، وكذلك عرفهم من مكايد الحروب ولقاء العدو وطرق الظفر به ما لو علموه وفعلوه لم يقم لهم عدوا أبدا، وكذلك عرفهم من مكائد إبليس طرقه التي يأتيهم منها ويحترزون به من كيده ومكره وما يدفعون به شره مالا مزيد عليه وبذلك أرشدهم في معاشهم إلى ما لو فعلوه لاستقامت لهم دنياهم أعظم استقامة وبالجملة فقد جاءهم رسول الله بخير الدنيا والآخرة بحذافيره ولم يجعل الله بهم حاجة إلى أحد سواه ولهذا ختم الله به ديوان النبوة فلم يجعل بعده رسولا لاستغناء الأمة به عمن سواه فكيف يظن أن شريعته الكاملة المكملة محتاجة إلى سياسة خارجه عنها أو إلى حقيقة خارجه عنها أو إلى قياس خارج عنها أو إلى معقول خارج عنها فمن ظن ذلك فهو كمن ظن أن بالناس حاجة إلى رسول آخر بعده وسبب هذا كله خفاء ما جاء به على من ظن ذلك قال تعالى: {أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} وقال تعالى: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} وقال تعالى: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ} وكيف يشفى ما في الصدور كتاب لا يفي بعشر معشار ما الناس محتاجون إليه على زعمهم الباطل))), انتهى كلامه..
ما هذا يا بن القيم.. الله يرحمك؛ ما أروع كلامك, قد سطرت فأجزلت فأفحمت فأقمت الحجة, لو تدبره كل امرئ يدعي من نفسه محبا لله ورسوله وأنه مسلم, لما ابتدع ولما شط عن طريق الحق قيد أنملة..
كنت قد قرأت هذا الكلام القيم لابن القيم في زمن سماعي للمعمم الشيعي الذي ذكرته في أول المقالة لما قال: "سامحك الله يا رسول الله؛ لم تبلغ رسالتك على أكمل وجه, لقد أخطأت خطئا دمر الأمة, فهلا أوصيت لعلي من بعدك كي لا تفترق الأمة", وأذكر حينها أنني بكيت أو دمعت عيناي..
ملحق..
سبق أن كتبت في موضوع آخر كلاما أجده مناسبا لتكراره هنا لترابطه:
قال تعالى: "إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون"..
من هم الصم البكم؟..
إنهم الكفار والعياذ بالله, وهم من يصمون آذانهم عن سماع الحق إذا جاءهم  لعدم رغبتهم في ذلك, ويطبقون شفاههم على ألسنتهم عند قوله, لكنك تجد هذه الألسنه تستميت إستماتة عظيمة عند الدفاع عن الباطل..
لا أعلم لماذا نجهد أنفسنا كثيرا في محاورة أصحاب الفرق الضالة, مع أن سؤال واحد كاف لهدم أي معتقد يدين بغير ما جاء به الإسلام..
تشاهد طقوسا غريبة تفعلها مذاهب شتى تدعي نسبتها إلى الإسلام, بل إن بعضهم يسمي نفسه كذبا وبهتانا أنهم هم الإسلام نفسه وغيرهم منحرفون عن الملة, وتستغرب لماذا يفعلون ذلك؟, ومن أين أتوا بعبادتهم؟!..
السؤال يكمن سره في:
هل فعل الرسول أو صحابته هذا الفعل أو هذه العبادة؟!..
الجواب سيكون أحد شقين:
الشق الأول:
نعم فعلوا؛ وهنا تطلب الدليل..
الشق الثاني:
لم يفعلوا؛ وهنا ينتهي الحوار..
ولا تعط مجالا للخروج عن نقطة الحوار, كان يقول لك المحاور أن هذا تطوعا أو ثوابا فإن لم يكن ثوابا فهو ليس عقابا, وهكذا, لأن الحوار سيتحول إلى مضيعة للوقت ساعتها, فأي جوابا سيكون خارج عن إطار فعلوا أم لم يفعلوا هو هروب من الموقف, وخروج عن الإجابة, وهو من التفلسف الذي يراد بها خداع النفس وإقناعها بما هو ليس مقنع...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
=================
وكتبه / العبد الفقير إلى رحمة ربه وعفوه
داعي التوحيد و نابذ البدع
@Alllprooofالحجه_ابن_عائشه
في 5 / 11 / 2013
http://antibiotic-for-all.blogspot.com
antibiotic.for.all@gmail.com
================

هناك 6 تعليقات:

  1. عنوان الموضوع بحد ذاته كفيل بإيصال الرساله .. هؤلاء جعلوا أوليائهم في مصاف الأنبياء عليهم السلام منهم يأخذون وبهم يأتمرون وعند المحاججه يقول لك قال الولي الفلاني !! دليل على أن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بالنسبة لديهم ستار يمررون من خلاله كفرياتهم بحجة المحبة والإتباع وهم أبعد مايكونوا عن جادته .. ماحادت هذه الفرقه وغيرها من الفرق الضالة عن الطريق القويم إلا حين ظنوا أن الخير سيكون مضاعف فيما لو إبتدعوا شيئا يقربهم إلى الله ولو خالف النهج النبوي بحجة ( خير على خير ) !! متناسين قول الرسول صلى الله عليه وسلم ( من احدث في أمرنا هذا ماليس منه فهو رد ) ولكن كما أسلفنا فكلام الولي مقدم على كلام النبي .. مالم يتحرروا من ربقة هؤلاء الكهنه الذين اوردوهم المهالك لن يبصروا المعين الصحيح لهذا الدين ولن يشعروا بحلاوته ولو عبدوا الله ألف سنة إبتداعا وليس إتباعا ..

    جزاكم الله خير الجزاء وبارك فيكم ...

    ردحذف
    الردود
    1. بالفعل أن ( خير على خير ), هذه قاعدتهم..
      يعني أنا لو أوقف على إيديني وامشي واذكر الله, كنوع من زيادة الإجهاد والتعب والخضوع وإثباتا للإخلاص فيكون هذا خير على خير,
      ويأتي آخر ويصفق وجهه ويجلد ذاته وهو يدعو تطبيقا لهذه القاعده, وهكذا, ثم نصبح لكل فرد منا دين لوحده..

      بارك الله بكم وجزاكم خيرا..

      حذف
  2. عجباً لمن ينتمي لهذا المعتقد !
    عندما تحاججه وتقول له أين الدليل فيما تفعله وتنسبه
    الى الله ورسوله ظلماً وبهتاناً تجده ينحرف بقولهـ يمناً
    ويسرى ويربط مايفعله بالأحساس والوجدان عند تفاعله بالجسد !!
    وكأن العباده باب مفتوح لكل شعور وأحساس وليس الاصل فيها هو
    التوقيف ؟!
    نسأل الله ان يحينا ويميتنا على دينه وسنة نبيه
    جزاكم الله خير ونفع بكم .

    ردحذف
    الردود
    1. اللهم آميييين, نسأل الله العافية لنا في أنفسنا وديننا..
      زادك الله من فضله وبركاته...

      حذف
  3. غير معرف6/12/13 02:23

    احرف تكتب بماء الذهب جعلها الله من حسناتك

    ردحذف