الإشراف..

يتشرف المدون بإنضمام الأخوات نمار وجابريه كعضوات فاعلات ومشرفات أساسيات في المدونه..

2013/12/18

الدليل الوهمي الإنشطاري

الدليل الوهمي الإنشطاري
============
ليس بالأمر البسيط لديك عندما تطول قراءتك في كتاب ما, وتشدك عقلانية المؤلف وكيفية وزنه للأمور العلمية وطرحها بأسلوب يقرب إليك الصورة كما لو كان هو مخترعها وأنت منفذها, ويشدك بأسلوب أدبي ولغوي رائع جدا, ثم تجد بعد ذلك أن هذا كله يذهب هباء منبثا عندما يصل المؤلف لنقطة في دين وأصول شرعية مأصلة واضحة البيان, فيحاول أن يبين لك خرافات لا تمت إلى العقل بصلة, كما أنها مخالفة لنصوص الشرع التي جاءت مستفيضة ومبينة لبطلانها, وكذلك السنة النبوية التي شرحت أنها وساوس من شياطين يصدون بها عن سبيل الله بهذه الطرق الأباليسية التي ينفذ بها ابليس وعده بإغواء عباد الله للنحو بهم من عبادة الله إلى عبادة غيره..
جاء في الكتاب: "تحتوي النظرة الصوفية لـ... إلا بعد أكثر من ألف سنة على نزول الرسالة الصوفية مفصلة بآيات القرآن العظيم ومبينة بسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم" (انتهى النقل), لو تفحصنا كلام هذا الصوفي وقد نقلته لكم من كتابه مباشرة: فتعالوا نتصور أمرين: 1 – هل الصوفية رسالة منزلة كما جاءت بها كلمات المؤلف, 2 – هل الرسالة الصوفية جاءت مفصلة بالقرآن والسنة كما ذكر الباحث؟, وإذا كانت كذلك, فأين المولوية والدروايش والدرباشة والرقص والطيران والمزامير... إلخ؟!.
إن من يريد العبث بآيات القرآن والسنة النبوية لا يخجل من ربه ومن نفسه أن ينقل إليك تفسيرا مؤولا على هواه لكي يثبت لك وجهة نظره, ولا ضير بعد ذلك إن كنت قد اقتنعت بكلامه أم لا, المهم أنه استطاع خداع نفسه وليس خداعك, فالمسألة لديه أنه يقنع نفسه, وليس كما نعتقد نحن أنه يريد أن يقنعنا, لأنه يعلم أننا لن نقتنع بشيء واضح بطلانه وضوح الشمس في عز الصيف وقت الظهيرة.
لا أستطيع أن أعدد بلاوي الكتاب, ولكن سأذكر لكم مثالا, فالمؤلف يتكلم في كتابه عن التزامنات التي تحدث بفعل السببية, وكيف أن حادثتين مختلفتين في زمانين مختلفين يتقارب زمن حدوثهما لدرجة التطابق وتحدثان بتماثل لا اختلاف فيه, ويحاول أن يدخل الدين في الموضوع فيثبت أن هناك أشياء تتزامن تطابقا بدون قانون السببية, وهذا ما اكتشفته الصوفية قبل بحوث التزامنات الحديثة قبل ألف سنة ونيف كما يقول, فمثلا محمد صلى الله عليه وسلم له طريق في الحب الإلهي (كما أسماه), وهذا الطريق يجب أن يسلكه كل مريد, (طبعا؛ القصد أن يسلكه ليس بالإتباع ولكن بتكملته, لأن محمد مات والطريق لازال سالكا, ولا بد أن هناك من طريق يتوجب على المريد إكماله وإكتشاف ما فيه), والدليل الذي جلبه: "إن كنتم تحبون الله", وذكر أن محمدا ليس رسول فحسب, بل هو نور مشتق من الله, والدليل: " قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين", فالنور هنا ليس الهداية إلى الإسلام والقرآن, بل هو محمد المجتزء من نور الله, وهذا النور يجب إتباعه حتى يرتقي بك المقام إلى أن تكون في منزلة قريبة من الله, ألم أقل لكم أن القصد إكمال طريق عبادات مات عنها رسول الله ولم يكملها!, المهم؛ أنه قال كلاما كله تخريفات لا أصل لها إلا في مخيلته ومخيلة المريدين وأولياءهم وأتباعهم, وقد أذكر هنا من تلك الخرافات قوله الذي نسبه إلى كلام مفسر منسوب لعبدالقادر الجيلاني: "يا مريد وإن كنت في اليمن, فإنك بقربي (في العراق), ويا مريد وإن كنت بقربي فإنك في اليمن", وأعلم أنكم ستقولون (الحصان), وأقول لكم, الإجابة خاطئة, فهذا ليس بلغز للتسلية, وإنما عبادات يؤمنون بها, حيث قال المؤلف تعليقا على ذلك: "إذ أن هذه العلاقة ليست علاقة ظاهرية فقط, ولذلك فإنها غير مقيدة بقيود المكان والمسافة", وبالمناسبة فإن الجيلاني هو شيخ من أهل السنة لا علاقة له بهذه الترهات كلها, وإنما نسبت إليه زورا وبهتانا حسب ما أعلم, فهو شيخ غلت فيه هذه الطائفة غلوا كبيرا, وافترت عليه إفتراءات كثيرة, وهذا هو حال المبتدعة فيما يدعون إتباعه.
ثم يكمل الباحث حفظه الله من كل عين بما يسميه هو وصوفيته ب: "الطريق الإلهي" الذي اكتشفته الصوفية صاحبة الرسالة المنزلة بأن المريد يرتبط روحيا مع رسول الله, والذي هو بوابة الإرتباط بالروح الأعظم الذي هو الله, ولا أعلم أن لله اسما بهذا الوصف (الروح الأعظم), فهل هي من باب قوله تعالى: "إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس", وانظروا إلى هذه الفلسفة العمياء: " إن لله نورا منعكسا عن النور المحمدي المنعكس بدوره عن النور الإلهي", ولا أخفي عليكم شدة ضحكي رغم أنني كنت أقرأ الكتاب وأنا معجب به, فأنا بطبيعتي ميال للغرائب, ولكن هل تعلمون ما هو الدليل على تلك الفلسفة العوجاء التي ذكرناها وضحكنا عليها!, إنه قوله تعالى: " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم 'نورا' تمشون به ويغفر لكم والله غفور رحيم", و"أومن كان ميتا فأحينناه وجعلنا له 'نورا' يمشي به في الناس, كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها", و"ومن لم يجعل الله له 'نورا' فما له من نور".
أراد المؤلف أن يثبت أن الطاقة الإلهية لها نور هي التي تتزامن مع المريد وتعطيه المعجزات بدون مسببات, وهي كإنعكاس الطاقة الإلهية على الأنبياء ومعجزاتهم, فالله حينما قال لموسى عليه السلام: "وألقيت عليك محبة مني", إنما هي طاقة إلهية أعطيت لموسى لكي تجعل كل من يراه يحبه ويتبعه, ولا أعرف لماذا كان هناك كفار حاربوا موسى وتبعوا فرعون إذا كان هذا التفسير صحيحا, ولماذا فرعون نفسه لم يحبه مثلا!, إذا فالإبحار في تفسير هذا المعنى يجعلنا نقف على أمر أن المؤمن الصادق والإنسان الباحث عن الحق سيجد في موسى ضالته التي يبتغيها, فيحبه ويتبعه, وليس "كل", فما دخل الطرق الصوفية وإسقاط الطاقة الإلهية بهذا المعنى إلا إذا كان بتمرير حجة واهية ودعم باطل لا أساس له!, وكذلك ضرب مثلا بعيسى عليه السلام: "وجعلني مباركا أين ما كنت", فهي طاقة إلهية تجعل كل مكان يحل فيه يكون مباركا, وبالتالي يشمل الموجودين فيكونون مباركين بوجوده, فياترى؛ كيف بالمكان الذي شبه لقومه أنهم صلبوه فيه, هل هو مبارك, وهل الموجودين الذين قتلوه مباركين أيضا!, فانظروا كيف يحرفون المعاني عن مقاصدها لتتناسب مع ما أرادوه من زيغ, مع أن المعنى من "مباركا" أي انه منقذ لمن تبعه وكان منصفا في تصديق شواهد نبوته الرامية إلى عبادة الله الواحد الاحد الذي لاشريك له, فهو رسول مبارك يوصل الحق لمن أراد الحق, وليس لمن زاغ قلبه وعقله عنه, فما دخل الطاقة الإلهية التي لو نزلت بالصورة التي وصفوها حسب ما أعتقد لجعلت فرعون وقتلة عيسى يؤمنون دون مماطلة وتسويف, فالشاهد أنهم يريدون أن يثبتوا بأي طريقة ما سأذكره بعد في الأسطر القادمة.
إن خلاصة ما يودون من أتباعهم إعتقاده, هو أن الله ينزل الطاقة الإلهية على من يحب "وألقيت عليك محبة مني" ويجعله مباركا "وجعلني مباركا أين ما كنت", وبالطبع أن سيدنا موسى وعيسى ليسوا المقصودين من تفسيراتهم, إنما هم -وحاشاهم- وسيلة, بل هم أنفسهم المقصودين, فهم يريدون من عوامهم أن يصدقوا أنهم محبوبين ومباركين من الله مباشرة, وأنه -أي الله- أعطاهم "الضوء الأخضر في كل شيء" (كما يقال بالعامية) لمحبته ومباركته ورضاءه عليهم لأنهم قدروا أن يصلوا لمجاورته وقربه بروحانياتهم وطقوسهم الغريبة.
  وبصورة أعمق: إن تفكيرهم وإعتقادهم حول هذا الأمر يخلص إلى إن ما يحدث من خوارق عادات للمريدين ما هي إلا إنعكاس للطاقة الإلهية على المريدين والأولياء الذين تقربوا إلى الله حتى أصبحوا شقا من نور الله مثلما كان محمدا شقا منه, كما في فعاليات الدرباشة وهي إدخال الأسياخ في الجسم والسيوف في البطون والظهور دون أن يحدث ضررا واحدا, بل إن الجرح يلتئم بسرعة البرق ناهيك عن مناعته ضد الموت والألم والمرض مع أن هذه تناقض قوانين الطبيعة, لأنها لا تعترف بسببيتها فهي من الطاقة الإلهية المباشرة لعبده التي تبطل قانون السببية للمريد.
الحمدلله على نعمة العقل ونعمة التفكير وسلامة المخ ونقاوة المخيخ, هذا هو المضحك المبكي, إنه الهزل الهزل, لكن الغريب كيف يوظفون آيات القرآن لصالح ما يؤمنون به لدرجة أن الآية تسير لغويا وعلميا وكأسباب نزول بطريق وتفسيرهم يسير بطريق آخر, حقا إنه أمر يدعو للضحك, وكم: " عجبت وحــق لي عجبي .. وفـي جوفـي لظى اللهب"..
إن التفسير الخرافي للقرآن وربط الأساطير به خاصة وبالدين عموما, هو من سمات أصحاب الفرق المنحرفة التي أبتلي بها الإسلام, وهو نتاج الصراع الطائفي الأزلي بين الطوائف الإسلامية المختلفة, كما أن العلاقة بين هذه الأوهام الخرافية وبين عقول الأسياد والأولياء والتابعين هي علاقة طردية, فكلما كانت الإسطورة خيالية وزاد إنشطارها اللاوعي وتحولت إلى خرافات إعجازية واتسمت بصفات المعجزات, كلما أرادت الفرقة الضالة إثبات أحقيتها بالإتباع لأنها تملك (الدليل الوهمي الإنشطاري) كما أسميته, بدليل المعجزات التي تحدث مع رموزها من المخرفين –الأولياء-, وبالتالي فإن هذه الأساطير والخرافات التي امتدت حتى للقرآن عينه, ما هي إلا تعويضات نفسية لأتباع المعتقد المنحرف كي يعوضوا ما فقدوه من عقل حباهم الله به وفطرة إنسانية بشرية أنعم الله بها عليهم فنبذوها, ولكي يومهوا عليهم تلك الحقيقة الساطعة في أنهم فعلا ضالون مضلون وفاسدون مفسدون.
لذلك: نقول للصوفية والمتصوفين أصحاب الطرق البدعية والشركية وما شابههم من فرق منحرفة أخرى: أيتها الجوقة البربرية الضالة إنكم لظالمون, إذ تركتم الحق واتبعتم الزيغ والأوهام, تلك التي لم يأت بها رسول ولا قرآن, فهلم إلى أساطين البيان, أهل العلم والفرقان, والسنة والتبيان, وخلوا عنكم سبيل الكذب والبهتان, إنكم إذا بقيتم هكذا لفي ضلال وخسران".
 والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
=================
وكتبه/ العبد الفقير إلى رحمة ربه وعفوه
داعي التوحيد و نابذ البدع
@Alllprooofالحجه_ابن_عائشه
في 18 / 12 / 2013
http://antibiotic-for-all.blogspot.com
antibiotic.for.all@gmail.com
================

هناك 7 تعليقات:

  1. يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( إن هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق ولا تبغضوا إلى أنفسكم عبادة الله، فإن المنبت لا أرضا قطع ولاظهرا أبقى ) .. هذا أكبر دليل يرد على خرافات هؤلاء المتفذلكين والذين جعلوا من صعوبة العباره والتفنن في تجميلها طريقا لركوب موجة الخرافه وإملاء مايريدون لخداع العامه .. فالكثير ممن لايملك باعا في العلم والبيان يغتر بأمثالهم من باب أنهم أصحاب درجة علمية أهّلتهم لمثل هذه الإكتشافات الخارقه !!! العجيب في الأمر أن الشخص فيما يخص حياته العامه يبحث بحثا دقيقا عن مختص دقيق يباشر شؤونه سواء كانت مرضيه أو علميه أو إجتماعيه وربما كثر المختصون فيعمل جاهدا في المفاضلة بينهم ليختار من ترتاح له نفسه وتطمئن إلا في أمور دينه فالغالب ( إلا من رحم الله ) يأخذ ممن هب ودب ولايبالي برغم خطورة هذا الأمر حيث يتوقف عليه سعادة المرء الدينيه والدنيويه .. كان من حرص السلف إذا أرادوا طلب العلم من أحد ينظرون إلى صلاته وإلى سمته وإلى هيئته ثم يأخذون عنه العلم فإذا رأوه يخل بشيء من صلاته قالوا هو لئن يخل بغيرها أولى فيتركونه ولا يأخذوا منه شيئا .. واليوم ربما لايأتون الصلاة إلا وهم كسالى مراءاة فقط ويصبح العالم المُبجّل لمجرد أنه أخترع خرافة لم تكن معلومة من فبل فأصبح ميدان التنافس ليس إختراع الخرافه فحسب بل أي هذه الخرافات أشد غرابة ( عشان يمشي سوقهم ) !!

    جزاكم الله خير الجزاء ورضي عنكم ..

    ردحذف
    الردود
    1. بالفعل فإن الشخص بحياته العالمه يبحث عن الأقضل
      افلا يبحث عن الافضل في دينه...
      بارك الله فيك وجزاك خير...

      حذف
  2. غير معرف18/12/13 08:33

    ( فإن المنبت لا أرضا قطع ولاظهرا أبقى)..

    أختي الفاضلة..هذا لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم(حديث ضعيف)!!

    عافاكم ربي جميعاً..

    "بـنـت أبـوهـا"

    ردحذف
    الردود
    1. جزاكِ الله خيرا وبارك فيك .. شكرا على التنبيه

      حذف
  3. موضوعك ذكرني بكاتب كان سلفي واصبح ملحد متجرأ على كتاب الله ودينهـ !
    فقصته استوقفتني كثيراً وبما ان موضوع يتحدث عن تجاوزات الكتّاب
    وقد سلطت بموضوعك على تجاوزات الصوفيه والمتصوفه في التفاسير وتأويل الايات على حسب
    الأهوآء .. سأعرض جانب من قصة هذا الملحد ..

    بدأ القصيمي موقناً بالعقيدة ومخلصاً لكن بدأ يتساقط أمام سلطان الشك وبريق الريب
    بعد القراءت الفلسفية المختلفة التي كانت في الساحة الفكرية وضلت بذرة الشك
    فيه حتى استحكمت عليه أشد الإستحكام وعاش صراع طويل معها بين الحق والباطل
    حيث يقول الاستاذ عبدالله بن يابس ( أنه كانت تعتريه الشكوك إذا جن الليل فيسخن جسمه ويطير النوم
    من جفونه ) ويقول ( كان يجادلني في الله وفي النبي محمد صلى الله عليه وسلم وكنت أجيء
    لزيارتكم فأجده يقرأ صحيح مسلم مع بعض الأخوان فأقول : لعلها وساوس وليست عقائد )
    فبعد ان ذآع صيته بين الناس واشير له بالبنان في قوة طرحه ودفاعه عن العقيده وكتبه التي
    لم يؤلف مثلها في زمانه اصيب الرجل بالعجب والتكبر حتى اصبح يمجد نفسهـ
    يبدأ في مقدمة كتبه قصيدة يمدح نفسه
    ممجداً لها حيث يقول :

    كفى احمداً أني نظرت كتابه ........لأن يدعي أن الإله مخاطبه
    ولو شامني أني قرأت كتابه .........لقال إليه الكون أني وخالقه

    فنبه الشيخ عبدالعزيز ابن بشر أن صاحب هذا الكلام منحرف !!

    قال الشيخ سليمان الخراشي :( من يقرأ كتب القصيمي خصوصاً القديمة يلحظ بوضوح وجلاء
    نبرة الإعجاب بالنفس ) والعياذ بالله من الإعجاب بالنفس المهلك

    وكان هذا الاعجاب بالنفس بوابه الى دخوله لعالم الالحاد ..
    ففاجأ العالم بقنبلة مدوية مخزية، وهي كتابه «هذي هي الأغلال» الذي ثار فيه على كل شيء عرف عن المسلمين لا فرق عنده بين عادات وتقاليد وخرافات وعقائد، وأثار الكتاب ضجة عنيفة في العالم الإسلامي شرقًا وغربًا، (وما إن وصل خبر الكتاب إلى الملك عبد العزيز – رحمه الله – حتى بادر بإرسال برقية إلى الشيخ فوزان ـ رحمه الله ـ يطلب فيها منه أن يعلن براءته في الصحف من القصيمي)
    وقال علامة زمانه الشيخ السعدي – رحمه الله -: «لقد وقفت على كتاب صنفه القصيمي سماه: «هذي هي الأغلال»، فإذا هو محتوٍ على نبذ الدين والدعاية إلى نبذه والانحلال منه من كل وجه، وكان هذا الرجل معروفًا بالعلم والانحياز إلى مذهب السلف الصالح، وكانت تصانيفه السابقة مشحونة بنصر الحق والرد على المبتدعين والملحدين، فصار له بذلك عند الناس مقام وسمعة حسنة، فلم يرع الناس في هذا العام حتى فاجأهم بما في هذا الكتاب الذي نسخ به وأبطل جميع ما كتبه عن الدين سابقًا.!!

    من المواقف التي يتوضح فيها تطاوله على الدين هذا الموقف /

    (ذهب القصيمي مع صديق له لمجلس فيه مجموعة من صغار طلبة العلم، فبدأ القصيمي يثير شبهه فقال: ما يصح أن نقول أن القرآن حق لأنه متواتر فالتوراة والإنجيل متواتران، ومع ذلك فإننا نقول إنهما باطلتان: فراجت الشبهة على هؤلاء المتعالمين، فما كان من صديقه إلا أن انبرى له وقال: إن الواقع يشهد أن التوراة أحرقت وأعدمت مرتين، والأناجيل ألفت بعد المسيح بزمن، فليستا متواترتين، وعقلاء اليهود والنصارى يشهدون بذلك.

    والقرآن يعرف الإنس والجن تواتره، فصفق الحضور لهذا الرد المفحم، ولكن ملحد القصيم أبى عليه خبثه وحقده إلا معاودة الاعتراض وزرع الشكوك التي ليس لها مكان إلا في عقله إن كان له عقل ؛ فقال:
    إن القرآن مطعون بتواتره وكتب الشيعة ناطقة بذلك، فقال له صديقه إن مقولة الشيعة هذه ما قيلت إلا بعد اندثار الصحابة، وقد خرقوا الإجماع ولا اعتداد بمن خالف الإجماع) فأسكت الملحد ولم ينطق ببنت شفه.

    ومن اقواله الكفريه التي يندئ لها الجبين ! /
    1-«من المعلوم أن أوروبا يوم أن كانت مؤمنة بالكنيسة متدينة كانت في ذلك الهوان والضعف والعجز الذي نعرفه ونقرأه، فلما أن فرت من إيمانها وتنازلت عن ذلك الأمل الأخروي ! وجعلت الصناعة والتجارة والحياة الكبيرة القوية هي آلهتها التي وحدتها، وأبت الإشراك بها، صعدت بالحياة»

    2- «إن الآلهة والعقائد والمذاهب تصاب بالخمول والفساد والتعفن، ويتراكم التراب والحشرات إذا تقادمت دون تغيير أو تحريك أو تنظيف» .

    فما يسعنا ان نقول إلا ( اللهم يامقلب القلوب ثبت قلوبنا على الايمان ولاتزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا )
    جزاكم الله خير .




    ردحذف
  4. القصيمي من اغرب ما سمعت من قصص, وقد حيرني هذا الرجل فعلا, فعندما الف كتابه الصراع بين الحق والباطل (إن لم تخني الذاكره) كتب فيه إمام الحرم آنذاك قصيدة, وقالها في خطبة الجمعه إعجابا به, ثم بعد ذلك اصابه العجب والكبر فالحد, ولكن قالت إحدى ممراضاته كما نقل صديقه الذي لازم فترة مرضه انه كان يقرأ القرآن قبل وفاته, فسبحان الله, لازالت هذا الخبر غير مؤكد.. وشكرا لك على هذه المعلومات القيمة, وعسى الله ان أن لا يضلنا وان يثبت قلوبنا

    باركك الرحمن ورزقك وعافاك...

    ردحذف