الإشراف..

يتشرف المدون بإنضمام الأخوات نمار وجابريه كعضوات فاعلات ومشرفات أساسيات في المدونه..

2013/12/14

الإيمان الفطري منبع الإسلام العظيم...

الإيمان الفطري منبع الإسلام العظيم...
=================
الحمدلله على نعمة الإيمان...
الإيمان الفطري الذي فطر الله الجنس البشري عليه, وجبل القلب السليم على معرفته, ودل عليه شواهد خلق الله من سموات وأرض, وإنس وجن, وحجر وشجر, إلا من كان ذو عقل سقيم, وقلب عقيم, فطغى وتجبر, وتمرد وتكبر..
يقول أبو العتاهيه:
فيا عجبا كيف يعصى الإله .. ألا كيف يجحده الجاحد
 ولله في كل تحريكة وفي كل تسكينة شاهد
وفي كل شيء له آية تدل على أنه الواحد..
ليس من السهل على أي إنسان ذاق حلاوة الإيمان الحقيقي,  ولامس عقله وحدانية الله وقرأ القرآن وفهم معانيه وتدبر آياته, أن يعيش لحظة بكفر أو شرك أو إلحاد, فكيف بمن عرف الحق ولزمته الحجة ورآى برهان ربه كالمنشقين عن ملة الإسلام أو المتمردين على آيات الله؟!..
و في الحديث الشريف: "من سرته حسنته وساءته سيئته فهو مؤمن"..
ويقول علي رضي الله عنه عن الإيمان:
 "الإيمان معرفة بالقلب, وإقرار باللسان, وعمل بالأركان, وهو على أربعة دعائم: الصبر واليقين والعدل والجهاد"..
فالإيمان ما وقر بالنفوس وصدقته الأفعال, ومن نبذ الشرك وأنكر أهل الكفر, وليس إيمان الزيف والخذلان, والتقية والبهتان, والخدعة والسفهان...
هل سمعتم عن مسيحي أو يهودي أو مجوسي يبكي من خشية الله؟, هل سمعتم عن أحد من أصحاب الفرق المنتسبة إلى الإسلام زورا وبهتانا, يبكي من خشية الله؟, هل سمعتم عن منحرفا ببدع ما أنزل الله بها من سلطان وعاش عليها وهام بها؛ حافظا لكتاب الله أو تدمع عيناه لله خشية وتضرعا؟, هل سمعت عن صوفي خشع لله مره في صلاة أو قراءة قرآن أو غيرها؟, إنهم يخشعون في الأناشيد وأنغام الطيران, إنهم ومن هم على شاكلتهم يدمعون للقبور ويخشعون للموتى ويركعون للسادة, أما الله فإنه في آخر حساباتهم, و لا يذكرونه إلا قليلا..
و هذا ينطبق جميع الفرق الضالة الأخرى سوى فرقة أهل السنة والجماعة, التي يملئون الدنيا حفظا وترتيلا وخشوعا ولله الحمد والمنة, ذلك أنهم صدقوا في إيمانهم, فأصدقهم الله بأفعالهم, وجازاهم بالخشوع والطمأنينه: قال تعالى:
"يرفع الله الذين آمنوا آمنوا منكم, والذين أوتوا العلم درجات", و"وبشر الذين آمنوا", و"ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين"..
من يدخل الإسلام إلى قلبه لن يرتضي غيره دينا, ولاحظوا رغم أننا نعيش في أضيق أزماننا, وأكثرها هزيمة وخسرانا, وكثير من مسلمي هذا الزمان ينقل دائما صورة سيئة عن ديننا, و كثير من المسلمين مسلم بالهوية, ومع هذا فالإسلام يبقى عزيزا قويا, وسدا منيعا أمام الأخطار والمخططات التي تحاك ضده, وهو أكثر الأديان إنتشارا حسب الإحصائيات الغربية وليست إحصائياتنا, مع أن كثير منا لا يمثل الإسلام إلا باسمه, أما من ناحية السلوك؛ فنحن أبعد ما يكون عن هذا الدين العظيم إلا ما هدى الله منا, وعرف دينه وسلك سنة نبيه واستحيا أن يسيء لإسلامه فينقل صورة سيئة عنه, وللأسف فهم قلة, ولكن ما يعزينا ويثلج صدورنا وجود صحوة دينيه بين كثير من الشباب عسى الله أن ينفع بهم..
إن من يهتد للإسلام لم يدخل للإسلام فجاءة, بل بحث وفكر وأخذ وقتا طويلا حتى وصل إلى درجة اليقين, ولن يرجع إلى ما كان عليه بعد أن أنار الله له الطريق, فهل مر عليكم أو سمعتم عن أحد عاد إلى ملته السابقة بعد أن أنار الله بصيرته إلى هذا الدين العظيم؟..
إن الدين هو النصيحه للجميع, ولا أجد ضيرا في أن ينصح الأخ أخوانه, لذلك علينا أن نكون أكثر رجاحة مما نحن عليه, وأن نكون مسلمين حقيقيين لا مسلمين بالهويه, وأسأل الله أن يثبتنا على دينه ويزيدنا إيمانا وإحتسابا..
يقول علي بن أبي طالب:
"إن قوما عبدوا الله رغبة فتلك عبادة التجار, وإن قوما عبدوا الله رهبة فتلك عبادة العبيد, وإن قوما عبدوا الله شكرا فتلك عبادة الأحرار", إننا فقراء إلى الله؛ والله الغني عنا, وإن الإسلام شامخ فينا وبدوننا, وإن الله ليظهر دينه على الدين كله, فإن سألنا لأحد الثبات والهداية؛ فلا يعني ذلك أننا نحن مهتدون, وأن هدايتنا لا تتزعزع ولا تتغير, بل أيضا ندعوا لأنفسنا, فلا ينظر أحد لنفسه على أنه مهتد حتى الموت وغيره ممكن أن يضل الطريق في أي لحظه, لأن الضلال يمكن أن يقع على أحدنا في أي لحظة ما لم نسأل الله الثبات, فلا تعتقدوا أنكم بمنئي عن إهتزاز العقيدة, فالقلوب بين أصابع الرحمن يقلبها كيفما يشاء..
اذكروا الله يا أحبة على نعمه يذكركم, واشكروه على نعمه يزدكم, واحمدوه يمددكم, يقول الله تعالى: "اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم", و يقول تعالى شأنه: "وإن شكرتم لأزيدنكم", و"اعملوا آل داوود شكرا", فاذكروا الله كثيرا واشكروه واحمدوه على النعم وبالشكر والحمد تدوم النعم..
يقول أحمد حلمي:
"لا تغفلن عن ذكر ربك لحظة .. واذكره في السراء والضراء
ما فاز في الدارين إلا مؤمن .. يدعوه في الإصباح والإمساء..
فلنعبد الله يا أخوتي كما أوصانا رسولنا: "كأنك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك", وكما قال الشاعر:
"واشدد بيديك بحبل الله معتصما, فإنه الركن إن خانتك أركان", وتوكل على الله, ومن يتوكل على الله فالله حسبه, والله المستعان على كل شيء والمتكفل بما نريد..
واعلم أخي المسلم أن الباطل الذي يمثله الزيغ عن دين الله وإتباع الهوى والطيش طريقه موحش, وموالاة الشيطان وإن كنت لا تقصد فهي الوحشة نفسها, وإنما يزين لك الأعمال, فالباطل قصير وإن رأيته طويل, وأساسه ضعيف وإن بان لك قويا, فلن ينصرك ساعة حاجتك إليه, أما الحق وهو الإعتراف بفضل الله عليك, وإيمانك بالله العظيم, هو طريقك السليم حتى تلقى ربك..
يقول الحطيئه:
"لست أرى السعادة في جمع مال .. ولكن التقي هو السعيد  وتقوى الله خير الزاد ذخرا .. وعند الله للأتقى مزيد", ولا ننسى الإستغفار, والإكثار منه ليل نهار, فوالله؛ إن الله ليمحوا به الذنوب مهما كبرت, والآثام مهما عظمت..
قال تعالى: " فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا, يرسل السماء عليكم مدرارا, ويمددكم بأموال وبنين؛ ويجعل لكم جنات؛ ويجعل لكم أنهارا", ولا أريد ان أسهب في موضوع الإستغفار, فهو موضوع لوحده لا تكفيه صفحات بل مجلدات, ولكن أذكركم بأهميته, فيكفي أن نعلم أن الأنبياء وهم لا يرتكبون الفواحش البتة والذنوب عمدا يستغفرون ويكثرون, وقد قال رسولنا في حديث: "والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم وجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم", و قال صلى الله عليه وسلم: "من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا, ومن كل ضيق مخرجا, ورزقه من حيث لا يحتسب", وقال تعالى: "و ما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون", فعلينا أن نستغفر دائما, حتى لو لم نرتكب خطئا أو ذنبا, لتأخذ ألستنا بذلك, وتلهث حناجرنا بهذا الذكر العظيم دون أن نشعر لتعودنا عليه, لعل الله يرحمنا عندما تأتينا سكرات الموت فيجعل آخر كلام لنا ذكره..
ولا بد أن يكون دستورنا الذكر الحكيم, فنقرأه باستمرار ونحفظ ما تيسر منه إن لم يكن كله, والصلاة على خاتم الأنبياء والمرسلين هي من القربات التي نحتاج إليها في ديننا ودنيانا وأخرانا..
تلك قواعد نحتاجها في حياتنا اليوميه والساعاتيه وكل لحظاتنا, حتى في أنفاسنا, وشهقات صدورنا, وزفرات أجوافنا..
كما يجب علينا أن نكون حريصين على ثبات عقيدتنا, ولنكن مثالا حسنا لديننا, وصورة جميلة عنه, ولنكن مرآة صافيه نقية لتعاليمه, ومن يريد أن يدعوا لله فعليه بالكلمة الطيبة والموعظة الحسنة..
أقول هذا وأنا أقلكم إيمانا وهداية,
كطبيب يداوي الناس وهو عليل, ولا أستغني عن دعائكم لي بأن أكون مسلما صادقا ومؤمنا حقا, وأن نكون جميعا ممن اجتمعوا في محبة الله فحفتهم الملائكة بحب الله لهم فغفر لهم, زادكم الله علما ومعرفه, وأعلاكم مكانة ورفعة, وشملكم بمغفرته ورحمته..
"اللهم اجعل في قلبي نورا, وفي بصري نورا, وفي سمعي نورا, وعن يميني نورا وعن يساري نورا, وفوقي نورا وتحتي نورا, وأمامي نورا وخلفي نورا, واجعل لي نورا"..
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته...
=================
وكتبه / العبد الفقير إلى رحمة ربه وعفوه
داعي التوحيد و نابذ البدع
@Alllprooofالحجه_ابن_عائشه
في 14 / 12 / 2013
http://antibiotic-for-all.blogspot.com
antibiotic.for.all@gmail.com
================

هناك 12 تعليقًا:

  1. الإيمان الفطري منبع الإسلام العظيم .. لذلك قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصّرانه أو يمجّسانه ) أي أن الإسلام هو دين الفطره فمتى ماتهيئت لهذه الفطره مايناسبها شب مسلما طائعا لله .. أو تتغير هذه الفطره بتغير مناخها فيكون ممن إجتالتهم الشياطين فاتبع هواه إما تعصبا أو جاهلية عمياء .. فمن وجد في عقيدته دخن فليراجع نفسه ليعلم أنه خالف المنهج القويم للفطرة السليمه .. فلو تُرك الإنسان بدون مؤثرات ليبحث عن الحق فلن يتعب كثيرا في إتباعه .. ولكن هناك من شياطين الإنس من تفوق كثيرا على شياطين الجن في مسخ هذه الفطرة وإنتكاستها برغم علمهم بفداحة مايعملون ولكنّه الحقد والبغض الذي إمتلأت به قلوبهم ضد هذا الدين فقاموا بصرف الناس عنه لا يهمهم أن يتهود النصراني أو يتمجس البوذي فكلهم في الضلال سواء المهم أن لايتسجيب لنداء الفطرة الصحيحه والتي ستقوض بنائهم لاحقا ..

    بارك الله فيكم وجزاكم خيرا ...

    ردحذف
    الردود
    1. فلو تُرك الإنسان بدون مؤثرات ليبحث عن الحق فلن يتعب كثيرا في إتباعه ..

      صدقت ولا فض فوك ولا شلت يمينك.. وعافاك على هذه الكلمات القيمه...

      حذف
  2. عندما تكون الفطره سليمه تجد الانسان يميل الى الواحد الديان فتأنف نفسه ان يعبد
    خلقُ امثالهُ فان الله عزوجل اخبر بأن كل مافي هذا الكون يسبح بحمدهـ
    { تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا ..
    فعندما يوقف الانسان عقله الذي ميزه به الله عزوجل عن باقي مخلوقاته هنا يصبح الانسان
    أقل من الحيوان فتجده يعبدُ الحيوان والجماد والكواكب وخلق الله الصالحين !!
    وينحرف عن تكريم الله لهُ في عبادة وتوحيد الله عزوجل
    فأختيارك لعنوان الموضوع( الإيمان الفطري منبع الإسلام العظيم...) كان في محله
    فمتى ماصلحت فطرة المسلم صلحت عقيدته فيكون قد أصاب الاسلام الصحيح وليس الاسلام المزيف
    الذي يتخذ من الاولياء الصالحين أرباب من دون الله ووسطاء وشفعآء يطلب ويستغاث منهم !!
    فــ أسأل الله عزوجل بمنه وكرمه ان يجزيكم خير الجزآء وينفع بقلمكم .

    ردحذف
    الردود
    1. من ناحية العنوانين ابشري بالعناوين الرنانه, فالعنوان كما يقال نصف الموضوع..
      عموما.. تسلمين على هذا الرد الجميل, وهذه الكلمات المرسومه بهدف...

      حذف
  3. مو لازم15/12/13 09:28

    أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.

    ردحذف
    الردود
    1. هلا والله بالأخت العزيزه..
      دائما تختفين ثم تظهرين كسنابل غيث قدت من كعبر ساح من جعقد
      طبعا, لا تطلبين مني الشرح لأنها في الحقيقه كلمات عشوائيه..
      صاير ميال للكتابه الساخره كثيرا..
      عموما..
      كلام جميل, ويجب علينا أن نكون الإسلام هو الهدف الذي نسعى لنصرته, وبه ننتصر...
      جزاك الله خيرا ورفع قدرك...

      حذف
  4. مو لازم15/12/13 15:02

    والله انا مشغولة ومهمومة من الوالدة الله يشفيها وادخل النت اتصفح وبالصدف اقرا عن هولاء وامثالهم وازداد الم وهم. ياليتك تمسح اسماوهم انا ذكرتها لك كسبيل المثال فقط
    بالنسبة لكلماتك حسب مافهمت انه تشبيه لقطرات المطر نزلت من سحابة ممتلئة (كعبر ) اظن الشئ الممتلى و(ساح )اي جريان المطر في وادي ونحوه
    من جعقد ما فهمتها
    و اتمنى ان تعليقاتي مو صعبة مثل جعقد



    ردحذف
    الردود
    1. ههههههه.. والله قلتلك, كلمات عشوائيه, وما جاء في بالي اللي ذكرتيه..
      الله يشفي والدتك يارب..
      مسج الاسماء فقط ما يصير, إما مسح الرد كاملا أو تركه...
      ولكن بما انك ترغبين بمسح اسماءهم, فسأمسح الرد كله...

      حذف
  5. مو لازم15/12/13 20:39

    الله يجزاك الجنة ويقويك ويسدد قلمك
    استغفرالله ملاحدة الغرب يسلمون ومسلمي الشرق يلحدون
    سبحان الله خيرة للاسلام
    شكرا لك والله اني دوختك معي كلما انشحنتبشحنات غضب جئت وفرغتها في مدونتك
    الله يجزاك الجنة

    ردحذف
    الردود
    1. لا بالعكس.. إنت تعرفين إني أحب عفويتك في الكلام, وأتمنى ما تنقطعين كثير..
      غفر الله لنا ولك وأدخلك فسيح جناته...

      حذف
  6. الردود
    1. سررت بتواجدك ومرورك, حفظك الله من كل مكروه, وجعل الجنة مثواك...

      حذف