وكأنهم لا يعلمون؟!..

وكأنهم لا يعلمون؟!..

========

سمعت مشايخ لهم باع في العلم الشرعي ومكانة مرموقة وفقه جميل (لا داعي لذكرهم) يتكلمون عن ثورة سوريا كلاما معوجا, ويخطئون الثائرون على النظام البعثي النصيري الصفوي, ويضعون عليهم اللوم في الدمار, ويكادون يبرئون ساحة النظام الحاكم ورئيسه, إلا من قول خجول كقولهم: "أننا نعلم أنه نظام نصيري لا يجوز أن يحكم المسلمين, وأن البعث حزب كفري, ومع ذلك لا يجوز الخروج عليه بحجة أن الخارج لا يملك إلا سكينا وخنجرا في مواجهة الآلة العسكرية الكبيرة للنظام"..  

فلا حول ولا قوة الا بالله, وحسبنا الله ونعم الوكيل, فياليتهم سكتوا لكان أفضل, إنهم بحديثهم هذا يرضون الهوان والذل للمسلمين, ونشر الأديان الأخرى فوق دين الإسلام بحجة عدم إراقة دماء المسلمين..

يبدو أن هؤلاء المشايخ لا يعلمون عن بدء التشيع في سوريا قبل الثورة, وان إيران وضعت ثقلها الديني والمالي هناك, وقد بدءوا يمهدون وينفذون, وليس أدل من ذلك إلا خطابات مفتيهم حسون, وإرتماء النظام السوري كاملا في حضن إيران, ومجافاته لأخوانه العرب, ومهاجمته لهم, وكأن هذه كلها لا تعني للمشايخ حفظهم الله شيئا, أو أنهم لا يعلمون, وإن كانوا لا يعلمون فكلامهم هذا استند على جهل, وكان يجب عليهم أن لا يقولوا ما لا يعلمون, أو أنهم يعلمون فاستهانوا وركنوا إلى الذل والهوان, واستحبوا الإستسلام ورضوا به بحجة الحفاظ على مقدرات ورقاب المسلمين, ولو تم الحفاظ على هذه المقدرات فما فائدتها وهي ستذهب إلى خزائن إيران والطائفيين, والرقاب ستصبح كفرة مشركة بالله بعد أن يحققون ما عزموا على إنجازه؟!..

أولم يعلمون أن الخطأ ليس في الثورة السورية, ولا في خروجهم على حاكم ونظام كافر موال لدولة أجنبية هادفا إلى تغيير دين المسلمين إلى دين مجوسي صفوي, بل الخطأ في عدم دعم الدول العربية الإسلامية لهم, فهم من خذلوهم ولم ينصرونهم عندما تكالبت عليهم الأمم, فلم يجدوا لهم ناصرا سوى الله, فكيف تقولون أنهم أخطئوا وأنتم (الدول الإسلامية) السبب في هزيمتهم وموتهم؟!, أليس الأولى أن توجهوا سهامكم ورماحكم إلى من خذلوهم ثم تدعونهم لنصرة أخوانكم وأخوانهم في الدين والعرق والملة؟!, أليس من الواجب عليكم الآن وبعد أن وقع الفأس بالرأس أن تشحذوا الهمم وتنادوا الدول الإسلامية لنصرتهم؟!, أسألكم بالله؛ ما فائدة كلامكم هذا الآن وقد حدث ما حدث؟!, أوليست الآية القرآنية تقول: "إنما المؤمنون أخوة", والقاعدة الشرعية تقول: أن المسلم أخو المسلم لا يخذله, وأن المسلم للمسلم كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضوا تداعت له سائر الأعضاء بالسهر والحمى, وأنهم كالبنيان المرصوص, وأن المسلمين في كل بقاع الأرض ناصرين لبعضهم البعض بغض النظر عن أقاليمهم؟!, وها أنتم وضعتم الأقاليم أسباب لعدم نصرتهم بحجة انه ليس لديهم القدرة, فهل كانوا يعلمون الغيب وأن من سيطعن في ظهورهم ويتركونهم يواجهون مصيرهم لوحدهم هم إخوانهم في الملة والدين بحجة أن لكل دولة وال (حاكم) وإسلام مختلف؟!..

يا أخوتي في الله: مجنون بيحكي وعاقل بيسمع, إن إحترام العلماء واجب, والسماع لفتاويهم أوجب, ولكن في المسائل الإجتهادية يذهب قلب المؤمن للإجتهاد الذي يرتاح إليه قلبه, ولكن ما أستغربه أن من يضيع عن الحق كل هذا الضياع, مع أن الحق واضح أبلج, فكأنهم يقولون: "سلموا البلد للطغاة الجناة القتلة السفاحين مغتصبوا الأعراض وقاطعوا الرقاب, الكفرة الراغبون في تغيير دينكم, ومن ورائهم إيران, واستسلموا وابقوا على ما تبقى لكم من رقاب وعرض", وكأن النظام الحاكم سيترك الشعب لو فعلوا ذلك, بل إن أو ما سيفعله سيعلنون أن سوريا ولاية إيران كالعراق وستسلم إليها, وسيعلنون تشيع الشعب وربما بالقوة, فلم يعودوا بحاجة لدفع الأموال لأجل التشيع, بل بالقوة كما فعلوا في إيران السنية عندما حولها اسماعيل الصفوي إلى دولة شيعية..

وكأنهم لا يعلمون ماذا حدث في العراق من قتل وتهجير واستعباد لأهل السنة هناك, وماذا يحدث في كل البلدان العربية من أذناب لدولة مارقة مستعمرة محاربة تهدف إلى الإنتقام من العرب الذين اطفئوا نار المجوس لديهم وهشم عرش كسرى؟!..

وكانهم لا يعلمون؟!, وكأن القط بياكل عشاهم وهم يخطبون ويفتون في مصائر المسلمين ودينهم وعقيدتهم..

ما لهم كيف يحكمون هؤلاء الذين يعتبرون أنفسهم علماء للمسلمين, فإن كانوا لا يستطيعون قول الحق في وجه الحكام المسلمين, ولا يستطيعون حولا ولا قوة للمسلمين المستضعفين فلماذا لم يصمتوا, ويكتفون بالعلم الشرعي في الكتب؟!, فياليتهم فعلوا, فقد تبعتهم في آرائهم الخارجة عن الواقع هذه والمثبطة للعزائم ثلة لا بأس بها من المتعامين عن رؤية الحق.. 

=================
وكتبه/ العبد الفقير إلى رحمة ربه وعفوه
داعي التوحيد و نابذ البدع

@Alllprooofالحجة_ابن_عائشة

في 28 / 4 / 2014

http://antibiotic-for-all.blogspot.com
antibiotic.for.all@gmail.com

=================

فتوى ابن باز في النظام النصيري البعثي الطائفي في سوريا  زمن أحداث حماة, فما بالك لو رأى ما رآه اليوم..