الإشراف..

يتشرف المدون بإنضمام الأخوات نمار وجابريه كعضوات فاعلات ومشرفات أساسيات في المدونه..

2014/02/14

التصفيق الحيواني

التصفيق الحيواني
=========
شبه هذا الدعي (أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر الدكتور سعد الدين الهلالي) في هذا الفيديو الموضوع أمامكم عبدالفتاح السيسي ومحمد ابراهيم وزير الداخلية بالرسل, ولم يتورع في ذكر أسماء الرسل وسرد أحداث لهم ليأكد هذا الأمر ويثبته في ذهن المتلقين أو البهائم المصفقين لقوله ولو أردت الجزم لقلت أنه لا أحد من بينهم فهم ما قال..
لقد كثر المرجفون والمتنطعون والمنافقون في هذا الأمر, وأنا أكتب لست لأني ضد الإنقلاب أو حكم العسكر, ولكن أيضا قد هاجمت الأخوان وهرطقاتهم التي شابهت هذه الهرطقة, فالدفاع عن أنبياء الله وليس عن الأحزاب والمتحزبين..
ولولا تصفيق الجحوش على قول هذا الساذج لما كتبت, علما أنه في بداية حديثه مجد السيسي تمجيدا حتى ظننت انه سيسجد له, ولكن هذا لا يهمني, والذي يهمني هو لماذا أصبحت التعابير التصويرية والتشابيه المجازية متعلقة في الإعتداء على الدين أو مسلماته, ولو افترضنا جدلا أن هذا السفيه الهلالي جاوز حده أو أراد النفاق بأي صورة كانت أو خانه التعبير؛ فما هو داعي التصفيق من الجمهور الحاضر وكأنهم يوافقونه على قوله, وهذا يعني أنه لو قال السيسي إلهكم فسيصفقون له أيضا, فطالما أنهم يصفقون فهذا معناه أحد أمرين: إما أن الكلام جاز لهم ووافقوه, أو أنهم لم يفهموا كلامه وصفقوا نفاقا كما نافق هو..
إنني أرجح الثانية لعدة أسباب سأذكر منها سببا واحدا وهو أن حال العرب هكذا, فكل ما يقال مديحا للحاكم فهو مقدس لديهم, ولا أبحث في علة الجهل المقدس لديهم هذا, ولكن أبحث في رد إعطاء الدنية من الدين, فكيف يعطي المسلم الدنية في دينه؟, وسأضرب لكم مثلين على أن العربي سواء مسئول أو مواطن يصفق للحاكم حتى لو قال لهم وهم حاضرون: "يلعن شرفكم شو كلاب وقوادين, لو تجيبون حريمكم ألعب فيهم شوي يا بهائم", وسيسمع دوي التصفيق يعج به أركان المكان, مع ضحكات يتخللها كلمات من نوع: "خفيف دم, وبيحب المزح كثير"..
ستقولون هذه مبالغة, وأقول: اسمعوا هاتين الحكاتين ثم احكموا:
عندما فاجأ أنور السادات بنية عزمه الذهاب لإسرائيل وصنع سلام معها, صفق الحضور كلهم بلا إستثناء من أعضاء برلمان وقواد جيش وضيوف زعماء كان من بينهم ياسر عرفات, فرغم أن الخبر مفاجئ وخطير ولا يقبل به أي عربي إلا أن التصفيق للزعيم أمر لا بد منه في الثقافة العربية المتخلفة, ثم حدث بعدها الإستسلام الذي سمي مجاملة سلاما..
عندما انفصلت سوريا عن مصر خطب جمال عبدالناصر في الجمهور قائلا: "لقد أرسلت الجيش المصري لسوريا لإعادة الوحدة, فقاطعته الجماهير بالتصفيق الحار جدا, فقاطعهم هو قائلا:"ولكنني أمرت بعودته من منتصف الطريق لأن العربي لا يقتل أخاه العربي", فصفقت الجماهير مرة أخرى بحرارة أشد, فماذا يفهم من هذا؟, إن الذي يفهم هو أن الشعب العربي سيصفق على أي كلمة يلقيها الرئيس أو من ينوب عنه أو من يمدحه سواء وافق عليها أم كانت ضد رغباته, وسواء فهمها أم لم يفهمها, وهذا يدل على أن الشعوب العربية وصلت لمرحلة من التبعية والإنقيادية أشبه بالحيوانية, وأعتذر عن هذا اللفظ, ولكن أن تصل الأمور أنه كلما خرج من هو شاذ فكريا ليصف فلان بالرسول وآخر بالملاك وغيرهم بأن الله يوصي به ورسوله يسلم عليه وجبريل ينزل ليشد الأزر, ومع هذا تجد حمي التصفيق المؤيد لهذا الكلام المنحرف يدوي عاليا, فهذا أمر لا يمكن السكوت عليه..
اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون, اللهم لا تآخذنا بما فعل السفهاء منا..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
=================
وكتبه/ العبد الفقير إلى رحمة ربه وعفوه
داعي التوحيد و نابذ البدع
@Alllprooofالحجة_ابن_عائشة
في 14 / 2 / 2014
http://antibiotic-for-all.blogspot.com
antibiotic.for.all@gmail.com
=================

هناك 8 تعليقات:

  1. موضوعك اليوم اعجبني كثيراً والسبب
    يرجع في إن هذه الظاهره منتشره في عالمنا العربي
    ولو فتشنا عن اسبابها لاتكفي مجلدات لسردها !
    ربما اول سبب يخطر في بالي لهذه الظاهره هي
    كثرة صفة (الهياط ) في مجتمعنا ؟!
    فهم يصفقون على الموقف السلبي والاجابي
    والمحرج ولعلي اسرد قصه حصلت لأحد الملوك
    كانت كمية التصفيق لاتباعد ماذكرت في موضوعك
    وهي .. ان الملك حضر حفل تخريج لطلبه الجامعه وكان لزاماً
    عليه ان يكرم المتفوقين منهم فألقئ صاحبنا الملك كلمته
    وهي ( نشكر الطالب علي حسن سلوكه ! )
    ربما تسألني مالغريب ان يذكر الملك اسم الطالب ؟!
    فجوابي لك انه لايوجد طالب بهذا الاسم ツ
    فالمكتوب في الورقه يختلف عن الذي قرأه الملك
    وهي .. ( نشكر الطالب على حُسِن سلوكه ) ههههه
    وقع صاحبنا في موقف محرج استدعئ الى تدخل
    سريع وطارئ لرفع الحرج عن الملك وهي كمية
    كبيره من التصفيق المجاني في موقف محرج
    لانتمناه لأحد .
    بالنسبة لهذا الداعية المنافق سعد الدين الهلالي فيكفي انه
    من اصحاب حليقي اللحئ فأي دعوة اوعلماً يؤخذ
    منه ؟! فهذا ينطبق عليه مقولة الشيخ الفوزان
    قال العلامة صالح الفوزان :
    وأخطر ماعلى الأمة الآن الدعاة الجهال الذين لايعرفون العلم ويدعون الناس بجهل وضلال. .
    إعانة المستفيد 1/337
    ....................................
    يعطيك العافيهـ

    ردحذف
    الردود
    1. ههههههههههه.. يعني مواضيعي السابقة ما كانت عاجبتك
      المهم.. القصة التي أوردتيها رائعة جدا ومعبرة في مكان مناسب..
      بارك الله فيكم..

      حذف
    2. ولو هذا سؤال يـ حُجه ؟!
      اكيد عاجبتني ولكن متفاوته عندي من حيث الاعجاب والأفضليه
      وهذا الموضوع اكثرهم من خلال سلسلة الجديد من مواضيعكم .

      حذف
  2. مو لازم14/2/14 09:19

    والله اني مافهمت من كلامه شئ
    احاول اربط بين قصة يوسف
    وقصة موسى وين الرابط

    ردحذف
    الردود
    1. فعلا.. ملاحظة جميلة.. وشدخل موسى وفرعون بالموضوع..

      حذف
  3. مو لازم14/2/14 09:21

    استغفر الله نسيت اصلى على الرسل صلى الله عليهم وعلى نبينا محمد وسلم

    ردحذف
  4. سبر أغوارهم المتنبي وقال فيهم شطر بيته الشهير : ياأمة ضحكت من جهلها الأمم
    هل يحتاج الحكام إلى التصفيق والنفاق أكثر من حاجتهم للناصح الأمين ؟؟ في زمننا نعم فعقدة النقص تولد لهم هذا العلو الذي لاينتشي إلا بكيل المديح والثناء ولاشيئ غيره وإلا أصبحت متآمراً على خراب بلدك .. ففهم الرعاع من أين تؤكل الكتف فشنفوا آذانهم بأوصاف لو علمت حروفها أنها ستُكال لهؤلاء لإنسلخت من اللغة بتاتا مقابل ماذا ؟؟ يجيبنا هنا أحدهم قائلا ( التصفيق للحكام مشاركة مباشرة في تجميل الوجه القبيح للزعيم التاريخي أو أنك تتستر على إخفاقاته السياسية والادارية فحسب، بل لأنك تقوم بذلك دون أي مقابل يعني «بلاش»! لا تجني من ورائه غير وجع القلب وتعب الأكف والمشوار الفاضي! اللهم إلا بعض مباركات سيادته وكلماته التشجيعية التي لا تطعم خبزا ولا تسكن جوعا!.) .. ولو تطبع هؤلاء الحكام بقليل من الكرم لكافئوهم على الأقل مجاملة على حضورهم وتكريما للأيدي التي تعبت من أجل أن تُعلي قدرهم فوق مايستحقون !!

    ردحذف