بسم الله الرحمن الرحيم
============
بعد غياب طويل أعود, ولكن ليس كالسابق, بين فترة واخرى, والأسباب قد تعود لكثرة الإحباطات التي نتعرض لها جراء ما يحدث في وطننا العربي, وما يتعرض له ديننا من هجوم دائم لإزالته سواء كانوا من الغرب أو ممن يحملون إسمه ويكفرون بتعاليمه...
المهم, أنا اليوم لست هنا لأتحدث عن السياسة أو الأاحداث الجارية, فهي بداية سيئة لعودة بعد غيبة, بل لأتحدث إليكم كلاما أخويا لعلكم تستفيدون منه كما استفدت أنا...
قد اتحدث عن بعض المواقف التي حدثت معي, وفيها فائدة ن شاء الله...
دخلت إحدى البنايات التي توجد بها عدة عيادات للذهاب إلى طبيب ما, سجلت إسمي لدى سكرتارية الدكتور, وقلت لهم اسمحولي في وقت تسجيل البيانات ساذهب أصلي وأرجع...
نزلت إلى الدور الذي يوجد به المصلى الخاص بالمبنى, وجدت المصلى فاضي, فالمصلون على وشك الوصول, وبما أنني سأدخل عند الدكتور, أقمت الصلاة لوحدي وكبرت فصف بجانبي أحدهم, وبعد قليل سحبه آخر وصاروا إثنين, ثم تزايدوا ولا أعلم كم عددهم, صليت بهم صلاة هادئة جدا ومتوسطة السرعة نوعا ما, والسبب أنني كنت أعاني كثيرا من بعض المصلين خاصة الأصحاب حينما أكون أنا الإمام, بأن صلاتي بطيئة جدا, وعلي الإسراع بالصلاة وإلا لن نصلي وراءك :), ثم أن علي أن أقرأ من السور القصيرة, فلو قرأت من السور الطويلة ولو آية فهي تعتبر في نظرهم طويلة, مع أن الآية في السورة الطويلة قد تكون أقصر من سورة الناس مثلا, لكنها حالة نفسية لدى البعض...
المهم: أنهيت الصلاة وسلمت, فإذا بالمصلين ورائي كثيرون, منهم دكاترة المبنى...
ذهبت للعيادة, فقالوا لي انتظر الدكتور ذهب ليصلي, فانتظرت, وإذا بالدكتور يدخل, وبعد قليل أمر بدخولي, وحينما رآني قال لي: (إنت اللي صليت فينا), قلت (نعم), قال: (يابني ليه صلاتك سريع, متبطئها شوي), قلت: (يا دكتور, إذا بطئناها, قالوا صلاتك مملة وبطيئة, وإذا سرعناها قالوا: صلاتك سريعة, وإذا جعلناها بين البين زي ما عملت أنا قبل شوية كمان مش خالصين, إنت تقول سريعة وغيرك راح يقول بطيئة), فقال: (لا يبني, الصلاة هي الحاجة الوحيدة في حياتنا اللي لازم نخلص فيها, وهي أهم من أي حاجة تانية في حياتنا, لازم نديها حقها, ونخشع, وكل حاجة زي الشغل وغيره مش أهم من الصلاة, وحنلحق عليه)...
أثرت في كلماته, وقررت أن أهتم أكثر بالصلاة, وأن أخشع أكثر, وأن لا أتهاون في الإخلاص بأداءها على (قد ما أقدر), وحبيت أنقلكم كلامه, لأنه كان كوقع الطمأنينة الروحية في القلب...
والسلام عليكم ورحمة الله...
9/4/2017