من المسئول عن النشر؟...

من المسئول عن النشر؟...

============

وصلتني في الواتساب تسجيلات صوتية أولها, لامرأة سورية تسب السعوديين وتصفهم بأوصاف قذرة منتنة, ثم ترد عليها سعودية فتسبها وتتشمت فيما يحدث لهم في سوريا, وهكذا...

كما أن هناك فيديو منتشر لكاميرا خفية أجنبية وفيه أن رجلا يلبس اللباس العربي ويحمل معه حقيبة ثم يأتي عند أحد ما يجلس في حديقة أو في مجمع تجاري أو في الطريق, فيرمي الحقيبة في وجهه ثم يهرب, فيحدث المقلب أن يرتعب المرمي في وجهه الحقيبة فيجري هاربا بطريقة مضحكة, وهكذا...

وهناك أحداث مشابهة لتلك الحالتين ولكن بطرق مختلفة...

أنا لا يهمني وضع الإمرأتين في المثال الأول, لأن تلك الحالات تكون خاصة ويوجد من يعتريه الجهل في فعل مثل تلك الأفعال, ولا يوجد مكان أو بلاد إلا وفيها جهال أو عوام يخطئون ولا يمثلون إلا أنفسهم...

كذلك لا أهتم من شأن الفيديو الذي يعتبر استهزاء بالعربي وربما بالدين الإسلامي لأن هذه أصلا قنوات كافرة وفاسقة وكثير من القنوات الخاصة تجارية, وتقع المسئولية على المسلمين الذين يقيمون في تلك البلاد للدفاع عن عروبتهم أو دينهم...

إذا ما الذي يهمني أكثر؟...

إن ما يحز في نفسي, ويأذيني أكثر هو "نحن" الذين نقوم بنشر هذه التفاهات والمخالفات الدينية والأخلاقية والتي تارة نسيء بها لبعضنا كعرب ومسلمين, وتارة تمثل استهزاء بنا وبديننا, فننشرها, ولا نكتفي بنشرها بل نضحك منها وفي الحقيقة أن هدف النشر الأساسي هو الضحك لا أكثر, وبالتالي فنحن نضحك على أنفسنا إما بتهزيئنا لبعضنا أو للسخرية من عقيدتنا بأيدي غيرنا, وإنه لمن المحزن أن كثير منا لا يعرف أنه يفعل ذلك رغم وضوحه... 

أصلا بالأساس, ما هو المضحك في الموضوع, كما أن الجهل في العلم ليس بعذر, أنا أعرف أناس كثير ثقافتهم بسيطة جدا, ولا يعرفون حتى القراءة والكتابة, لكن لديهم وعي وتفكير يمكنهم من معرفة الخطأ والصواب...
فأعتقد أن هذه ثقافة تربية وتنشئة وبيئة منزلية وليست قلة علم وشهادات...

هناك أمور أخرى تستحق التحذير منها, كتلك الفوتوشوبات التي يصورون بها آيات الله أو الصلاة على الرسول على شكل قلب حب مرة ومرات أخر على جدار في الطريق أو في صندوق, كما وصلني أخيرا شكل كتاب الله مفتوح وفيه صفحتين معفوقتين (بالوسط منه) بحيث شكلتا قلب حب, فهل هذا من تعظيم شعائر الله؟, وهل يجوز ذلك شرعا؟, وإن كان الهدف من ذلك المحبة إلا أنها محبة تعبيرها لا يليق...

ما أعرفه أنه قد تحدث عدد من كبار العلماء على أنه حتى زخرفة الآيات وتعليقها على الجدران لا تجوز لأن هذا فيه امتهان لآيات الله, فكيف بمن يصور ويعفق الصفحات على أشكال معينة ويرفق بالصور مسابيح وبخور وما إلى ذلك!...

قد أحببت تذكير نفسي وإياكم, ولا أدعي أنني على صواب, بل على المرء المسلم أن يبحث ويتأكد بنفسه مما يسمع ويقرأ, وإلا اعتبر ذلك حجة عليه, والله تعالى أعلى وأعلم...  

   @Alllprooofالحجة_ابن_عائشة

في 15 / 2 / 2016