#‏تدافع_مشعر_منى بين الحقيقة والوهم...

ملاحظة: "الموضوع كتبته في وقته, لكن لم يتسن لي نشره إلا الآن بسبب انشغالي, وترددت في نشره بسبب انتهاء مدته, ولكن؛ وجدت أن نشره إن لم ينفع فلن يضر"...

#‏تدافع_مشعر_منى بين الحقيقة والوهم...

لم يعد خافيا على أحد الإجرام التي تخطط له وتنفذه إيران ضد السعودية خاصة والعرب عامة, وبالطبع أن الهدف هم العرب عامة والخليج خاصة, فهي الدول التي ترى فيهم الوسيلة الأسهل من حيث القرب الجغرافي وصغر دولها, ولكن؛ التركيز عل السعودية لأنها الأكبر كما أنها الرأس, فإذا استئصل الرأس انتهى الجسد, ولذلك قد نستغرب أحيانا مواقف دول الخليج المتباينة والمستقلة عن بعضها, وكأن كل منها يعتقد أنه قادر على حماية نفسه بنفسه بمعزل عن أخوانه الآخرين, وفي كثير من الأحيان يعتبرون ذلك استقلالية وربما حنكة سياسة وفي أحايين أخرى إثبات وجود الشخصية الإعتبارية للدولة التي لا يمكن أن يحفظها ذلك التفكك والتناحر واتخاذ القرارات المنفردة بمنأى عن الكيان الأكبر وكتلة الجسم الواحد وهي منظومة دول الخليج مجتمعة..
لازالت إيران تخطط وتنفذ وتهجم, ولازلنا نحن كخليج وعرب نقف موقف المدافع الذي يبحث عن أعذار أو اسباب لدرء التهمة عن نفسه, وهذه الحال طالت وطال أمدها, حتى وصل الأمر للأماكن المقدسة, فعلوا الافاعيل بالحج والحجاج عبر سنوات طويلة, فلا يكاد يمر موسم حج إلا والسعودية تضع يدها على قلبها حتى إنتهائه خوفا من فعل تفعله إيران, والمصيبة أنها لازالت تفعل, ولازلنا ندرء عن أنفسنا التهم, فلا مواقف سياسية صلبة نجابه بها إيران, ولا قوة عسكرية ضخمة نوقف هذا الوباء السرطاني المستشري في جسدنا ناهيك عن الإستئصال إن كنا لا نستطيع ذلك بحكم الحجج الواهية التي نخلقها لأنفسنا كقول "دولة جاره", "ليس في مصلحتنا", "نحن طلاب سلم", "العالم لا يريد", وإذا استمر الحال على ما هو عليه, لا بد من أن كثر الدق سيفك اللحام كما يقال, والله لن يحفظ المسلم المتهاون المسالم ضد الإعتداءات عليه لمجرد أنه مسلم ومن أمامه كافر, بل سينصر الكافر الظالم لأنه يعمل ويقدم وينفذ, وسيخذل الواهن المتهاون الذي يملك الإمكانيات لكنه يرى أن الله اختاره لينصره لمجرد أنه مسلم يستخدم وسيلة الدعاء كوسيلة يتيمة يريد من خلالها أن ينزل الله عليه ملائكة من السماء لتحارب عنه بينما هو يجلس في خنه قابعا ينتظر النصر الإلهي الذي لا يراه إلا هو في أوهامه, وربما يغوص في ملذاته, وقصوره في أنحاء العالم...

هذا الكلام ليس من بنيات أفكاري, بل هي آيات محكمات ذكرها الله في كتابه, فقال: "وقل اعملوا فسيرى الله عملكم", "إن تنصروا الله ينصركم", كما أن الله خلق الكون بسنن لا يمكن أن تتغير من أجل مسلم لم ينصر الله ويطلب من الله النصر...

بدأت إيران وحيدة كسيرة كسيحة ضعيفة, فجمعت شتاتها ووحدت أذنابها وكلابها في كل مكان فدفعت الأموال والسلاح ومولت وحاربت حتى وصلت إلى مستوى أنها دولة مستعمرة لدول كبرى ذات تاريخ وحضارة كالعراق وسوريا, ولولا رحمة الله لكانت البحرين واليمن ضمن الولايات الإيرانية حاليا, وكنا في وقتها ننادي بالسلام وحسن الجوار وأن الأمل في عودة إيران إلى رشدها موجود, وأن السياسة المسالمة الجميلة والرائعة كفيلة بتحرير بلداننا العربية من يديها, ولكن الذي حدث عكس ما خططنا له, وهو في نفس الوقت مع ما خططت إيران له, ولكن ما هي النتيجة؟, إن النتيجة أن كرة الثلج أصبحت ضخمة جدا بحيث ان إيقافها أصبح مستعصيا, وأن إيران كدولة هشة ذات أعراق مختلفة كبرت وتضخمت وأصبحت شبه دولة عظمى, بينما نحن في الخليج بقينا دول متناحرة تارات كثيرة وفي تارات أخرى قليلة أخوة متحدون...

الآن إيران ليست إيران التي بدأت صغيرة, والتي كنا نستطيع وقتها دحرها, لا يا سادة, إن إيران الآن هي: (روسيا والصين والعالم مجتمع), يمعنى آخر إسرائيل اخرى, فالعالم يحب أو بالأصح يهاب القوي, ويقف ضد الضعيف, وهذه حقيقة رأيناها عدة مرات, لكن العيب بنا أننا أولا: لا نعتبر, وثانيا: نترك الفأر النجس يكبر حتى يستأسد, ثم نحاول حماية أنفسنا من الأسد الذي يتوالد ليصبح أسودا, فنجد بعد ذلك صعوبة في محاربته, فالأسد وأسوده الجديدة أصبحت قوية بعضلاتها وعظامها الفولاذية, بينما نحن لازلنا نستخدم وسائلنا البدائية وهي العصا المقطوعة من جذع شجرة لهشه وكأننا نهش حمارا, و "الهش" وهو الصوت الذي نصدره من أفواهنا لنسكن فيه تمرد الحمار إذا استنفر علينا, ولكن كما قلنا الحمار أصبح أسدا الآن وسنجد صعوبة في ترويضه عن طريق إصدار أصوات الـ "الهش"...

 إن إيران بحركتها الأخيرة في الحج (تدافع مشعر منى), كانت تستكمل مسيرتها الطويلة في محاولة تدويل الأماكن المقدسة في السعودية, وهي حركة ليست بجديدة كما قد يعتقد البعض, بل لها جذور لم تقطع, كما أنها مخطط تنفيذي يهدف لما وراء التدويل, وهو إحتلال الحرمين والخليج, ثم بعد ذلك تكون النتيجة الكبرى وهي محو الإسلام عن الوجود, أو بأقل التقديرات تغييره يالوثنيات والشركيات, وبالتالي لا يكون هناك دينا ينافس الصهيونية في عقائدها ويقف حجرة عثرة في طريق إستيلائها على العالم, وهو المخطط اليهودي الأصل والذي لا مجال لذكره هنا حتى لا نخرج أو نتشعب عن محور حديثنا, فشماعة تدويل الحرمين هي جزء من مخطط كبير له أهداف بعيدة, وهذا المخطط الصهيوصفوي مستمر في التمدد حتى يومنا هذا, فإذا لم نكن على قدر لمواجهته, فلنعلم أن الأمر لن يقف عند هذا الحد, بل سيستمر حتى تمام تنفيذه, ولنعلم أيضا؛ أننا إن سلمنا مرة أو مرتين, فلن نسلم إلى ما لا نهاية, والرصاصة التي لا تصيبك تدوشك, ولكن كثرة الرصاص الذي يدوش يسبب لك الرعب والخوف, وسيستقر في ذهنك يوما أنه لا بد من رصاصة طائشة أن تصيبك, وبالتالي ستعيش في رعب حتى تصيبك الرصاصة فعلا...

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته...