ولازلت أتفكر!..

ولازلت أتفكر!..

======

كنت قد تفكرت في الشمس, فإذا كان الكون موجود من مليارات السنوات, فكيف لطاقتها لم تنتهي ولا لمصدر شرارتها أن ينقضي ما لم يكن خلف وقودها فاعل أبدي أزلي خلقها وخلق ما قبلها وما بعدها!..

وهل يستطيع الـ #ملحدون أن يفسروا لنا هذه الحالة, وأن يكشفوا لنا عن مدى قوة إدراكهم العقلية كما يصفون أنفسهم بـالعقلانيين!..

إن الذين استبدلوا ألوهية الله بألوهية المادة لم يفكروا سوى بالأحداث المادية التي بين أيديهم وتناسوا الأحداث الكونية التي لا يرونها, لأن العقل يدعوا فيها إلى التفكر بينما هم لم يتجاوز حدود تفكرهم أرنبة أنفهم, فيسمون أنفسهم تارة بالعلمانيين نسبة إلى العلم الذي كان سببا في التطور والتقدم (بعد الله طبعا), وتارة بالعقلانيين رغم أن عقولهم تفكيرها محدود, ولو كان واسعا لتفكروا في خلق السموت والأرض وإختلاف الليل والنهار, والشمس والقمر والقفار والبحار والنباتات والمخلوقات من جميع الأشكال والأصناف..

ولازلت أتفكر؛ أما آن لمصدر الطاقة الشمسية أن ينتهي لو لم تكن من ورائه قوة عظيمة توقدها وتمدها بالإستمرارية, أم أن وجودها محض صدفة كما يدعون, أم هي بفعل الطبيعة كما يعتقدون!..

من المفارقات العجيبة أن يؤمن عالم ما غير عربي وغير مسلم فيصبح مسلما بسبب إكتشافه أن العالم لا بد له من موجد, وكلما تعمق في العلم ازداد إيمانا, ثم يأتي "غر" وبرواية أخرى "كر" للتو دخل الجامعة, أو بعثته دولته للدراسة في الغرب ليظن نفسه أنه وصل لمرحلة من الفهم والعلم تأهله أن يعارض الحقائق وينبذ الحقيقة ويتحدى الله.. 

تبدأ الفلسفات التي لا معنى لها ولا داعي بحجة أنهم مفكرين فيجب عدم تجاهلهم, فيقول أحدهم: "هل خلق الله بشرا قبل آدم؟, فتقول له: بالطبع لا, لأن الله ذكر ذلك في القرآن, ولم يثبت ذلك في السنة؟, فيقول لك: ولكن الباحث الإسلامي فلان الفلاني قال أنه يوجد, فتقول له: نصدقك أم نصدق باحثك أم نصدق الله؟!, فيقول: ولكن الأمر يدعو للتفكير والجدية في بحث الأمر..

من هنا تبدأ المداخل والمخارج الشيطانية تغزو أدمغتنا, فما أن يحصل منا على شهادة جامعية أو دكتوراة في مجال ما إلا وأ راد أن يغير حتى ما ثبت عن الله أنه لا يوجد, لذلك حذر أهل العلم من قراءة الفلسفات لأنها تسيطر على أصحاب الفكر الناقصين فيظنون أنفسهم أنهم قد اطلعوا على أشياء لما يطلع عليها أقرانهم..

تخرج شاب من معهد بعد الثانوية فأصبح يمشي في الطريق والأماكن العامة وفي فمه "سيجار" ظنا منه أنه أصبح مفكرا وربما عالما بالمرة, والسيجار غير السيجارة, بل ذلك التبغ البني الملفوف العريض الذي لا يدخنه غير كبار السن الأثرياء كنوع من الوجاهة ولزوم الشخصية..

كذلك؛ لو تلاحظون أن أغلب طلاب السنة الأولى في الجامعة وخاصة في الأشهر الأولى يبحثون عن نظارات طبية ليلبسونها للقراءة كناية عن أن نظرهم تعب من العلم (القراءة), فكل هذه حالات قد نكون مررنا بها كلنا أو بعضنا, ولكن أن يصل الأمر إلى الإلحاد أو التعدي على الله, فهذا يكون قد وصل لمرحلة مرضية خطيرة يجب أن تعالج أو ينظر في تشخيصها, أو تعاقب بحكم الشرع في حالة الإصرار.. 

=================

وكتبه/ العبد الفقير إلى رحمة ربه وعفوه
داعي التوحيد و نابذ البدع

@Alllprooofالحجة_ابن_عائشة

في 6 / 9 / 2014

http://antibiotic-for-all.blogspot.com
antibiotic.for.all@gmail.com

=================