توحيد إتباع الرسول..
==========
توحيد الله وتوحيد
الإتباع واجب على كل من أراد النجاة بنفسه ودينه, فتوحيد الله
تكلمنا عنه مرارا, أما توحيد الإتباع فهو جديد اليوم.. إنه توحيد إتباع الرسول محمد صلى الله عليه وسلم, فلا أحد يقول قال فلان وفلان وهناك قول
للرسول, فالأولى على المسلم ان يبحث أولا في اقوال الرسول الصحيحة والثابتة عنه
ويتبعها قبل أن يتبع شيخا أو معمما أو طريقة او مذهبا, فما خالف قول الرسول فهو
باطل مهما كانت صفة القائل.. أما
ما نراه من تعدد للفرق والمذاهب فهو نتيجة الإنحراف عن
هذا النهج السليم, فكثير من جعل له مريدا أو مقلدا, ولا يكلف نفسه أن يبحث بنفسه
عن صحة قوله أو فعله لدرجة أننا راينا من عاد لعبادة الأوثان والأشخاص والقبور
وعمل الحضرات التي تقوم على الرقص وتحضير الجن, والحج إلى مقدسات ما أنزل الله بها
من سلطان, ويقولون هذا من عند الله وما هو من عند الله, وإلا فكيف ظهرت هذه الفرق
والمذاهب الضالة التي أضلت كثير من خلق الله؟!..
قال تعالى: "إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم
بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون, ومن يطع الله ورسوله ويخشى الله
ويتقه فأولئك هم الفائزون".. فتوحيد الله ثم توحيد إتباع الرسول هما توحيدان لا يكتمل إسلام المرء إلا بهما, بل إنه لا يصح إسلام بدون أحدهما, وكما تعلمون أنه ظهر
القرآنيون فبطل مذهبهم لأنهم اعتمدوا على ركن وتركوا ركن, وظهر متبعوا الأشخاص دون
دليل ولا بينة فتعددت بهم المذاهب وكثرت لديهم الضلالات لدرجة الكفر والخروج من
الملة, وكل يدعي أنه على حق, وكل يجادل ليحمي ضلاله من السقوط حتى أن بعضهم يكتشف
أنه ضال ويستمر في غيه إنطلاقا من مبدأ علي وعلى أعدائي أو دين أبي واجدادي..
يقول أحد المهتدين
لدين الإسلام الذي هو دين التوحيد (السنة) أن كثير من
أصدقائه وأقاربه يعلمون أنهم على باطل ولكنهم لا يستطيعون التصريح بما يجول في
خواطرهم خشية خسران أهلهم, فقد كانوا يصارحون بعضهم أحيانا كأصدقاء أو مقربين..
والرسول صلى الله عليه
وسلم ترك الأمة على المحجة البيضاء ليلها كنهارها, فلا
حجة لأحد أن يقول ليس لدينا حكم شرعي من القرآن أو السنة في هذه المسألة, فقد فصلت
السنة كل شيء ولم تترك شيئا إلا وحكمت فيه, ولعل هذا ما يميز الإسلام عن بقية
الأديان التي سبقته, فالرسول لم يرحل عنا إلا وقد اكتمل الدين "اليوم أكملت
لكم دينكم....." لحكمة من الله حيث أن الإسلام هو خاتم الأديان.. إن من اتخذوا رموزا جهالا أضلوهم عن طريق الله فسوف يلقون غيا وهو واد من أودية جهنم, ولن يفيدهم
ساعتها قولهم: "إنا كنا لكم تبعا فهل أنتم مغنون عنا من عذاب الله من شيء,
قالوا لو هدانا الله لهديناكم....."..
قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: "مثل ما بعثني اله
به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضا، فكان منها نقية قبلت الماء
فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، وكانت منها أجادب أمسكت الماء، فنفع الله بها الناس
فشربوا وسقوا وزرعوا، وأصاب منها طائفة أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت
الكلأ, فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعلم، ومثل من لم
يرفع بذلك رأسا، ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به", وما يهمنا في موضوعنا هذا
من الحديث الآنف الذكر؛ هم الفئة الثالثة التي وصلتها سنة الرسول فلم تنتفع بها
حيث لم تتبعها, واتبعت أهوائها وشهواتها أو عشيرتها وعنصريتها وحميتها الجاهلية..
إن خير طريق للمسلم
الباحث عن الصراط المستقيم هو
بالإتباع وليس بالإبتداع, فلا خير في أمر لم يفعله الرسول ولم يأمر صحابته بفعله,
ولا نعتقد ان هناك أمرا تركه الرسول دون أن ينبهنا عليه, حتى طريقة دخولنا الحمام,
وغسلنا ومنامنا ومأكلنا ومشربنا ومشيتنا وجلوسنا فصلها وعلمنا كيف نفعلها, فكيف
بالدعاء والعبادات والصلوات والصيام والزكوات والحج والتوحيد وهن أصول الإسلام,
فلا شك أنه فصلها بشكل دقيق صلوات ربي وسلامه عليه..
يقول ابن القيم:
احذر تزل فتحت رجلك
هوة ... كم قد هوى فيها على الأزمان..
من عابد بالجهل زلت رجله ... فهوى إلى قعر الحضيض الداني..
لاحت له انوار آثار
العبادة ... ظنها الأنوار للرحمن..
فأتى بكل مصيبة وبلية
... ما شئت من شطح ومن هذيان..
قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: "قد تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا
يزيغ عنها بعدي إلا هالك، من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بما عرفتم من
سنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ، وعليكم بالطاعة وإن
عبدا حبشيا، فإنما المؤمن كالجمل الأنف حيثما قيد انقاد".. إننا نشهد كمسلمين أن رسولنا الكريم قد بلغ الرسالة على أكمل وجه, وأنه قد تركنا على المحجة البيضاء ليلها
كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك, وهذه المحجة البيضاء هي
الطريق القويم الذي يجب أن نقتدي به ونتبعه, فمعرفة سنة الرسول هي الواجبة أولا كي
يكون إسلامنا صحيحا ونلقى الله بقلوب سليمة, ثم سنة خلفائه من بعده الذين نقلوا
لنا الدين وكانوا أحرص الناس في الأخذ عن الرسول وسماع أقواله ومشاهدة أفعاله, فلن
يأتوا بشيء لم يفعله الرسول, ولن يقولوا شيئا لم يقله الرسول, وهم أقدر الناس على
تفسير أفعاله ووضعها في إطارها الصحيح..
وبالطبع أن المسلم
الآن لا يرى الرسول ولا الصحابة ولا يكلمهم,
فأخذ العلم والدين الصحيح يكون عن طريق العلماء, فعلى كل مسلم حريص على إسلامه أن
يعرف تماما من أين يأخذ دينه كي ينجو بنفسه من الهلاك والضلال, فيبحث عن العلماء
الربانيين والموثوقين, ويفحص ويتمحص عن الأصوب والمطابق للكتاب والسنة..
نسأل الله لنا ولكم الهداية والثبات, وأن يرينا الحق حقا ويرزقنا إتباعه, والباطل باطلا ويرزقنا
إجتنابه..
=================
وكتبه/ العبد الفقير إلى رحمة ربه
وعفوه
داعي التوحيد و نابذ البدع
داعي التوحيد و نابذ البدع
@Alllprooofالحجة_ابن_عائشة
في 20 / 9 / 2014
http://antibiotic-for-all.blogspot.com
antibiotic.for.all@gmail.com
antibiotic.for.all@gmail.com
=================
توحيد الإتباع لو لم يكن من المقالة سوى هذا العنوان لكفى فقد أجدت في الوصف بارك الله فيك .. تماهت الأمور وتشابكت علينا بسبب تعدد طرائق أخذها وطريقة تفسير كل منها حسب مايريد المريد مما أدى بنا إلى الإبتعاد عن النبع الأصيل الذي نهل منه الصحابة رضوان الله عليهم دون تأويل أو تعطيل فعاشوا السلوك النبوي حياةً ومنهجا وإقتداءً إضف إلى ذلك تعلقهم بتفاصيله الدقيقة فهذا عمر الفاروق رضي الله عنه يقبل الحجر الأسود ويقول والله إني أعلم أنك لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم يقبلك ماقبلتك وهذا ابنه عبدالله يسقي شجرة صلى عندها النبي صلى الله عليه وسلم يوما حتى لا تيبس وغيرها من المواقف الكثير والتي كافئهم الله من أجلها أن خلد ذكرهم ودانت لهم الأرض بمن فيها بفضل توحيد الإتباع والإنقياد التام له صلى الله عليه وسلم .. وبمقارنة سريعة مع زماننا سترى الفرق الأليم بيننا وبينهم برغم أن الدين واحد ومشاربنا صارت شتى ..
ردحذفجزاكم الله خيرا ووفقكم لما يحبه ويرضاه
جزاك الله خيرا على هذه الفوائد الجمة..
حذفمقال جميل جداً قرأته أكثر من مره تشكر عليه ياحجه
ردحذفيقول ابن القيم:
احذر تزل فتحت رجلك هوة ... كم قد هوى فيها على الأزمان.. من عابد بالجهل زلت رجله ... فهوى إلى قعر الحضيض الداني..لاحت له انوار آثار العبادة ... ظنها الأنوار للرحمن..فأتى بكل مصيبة وبلية ... ما شئت من شطح ومن هذيان..
كم من متعثر وضالاً لسبيل في زماننا هذا ؟!
نسأل الله أن يثبتنا على المحجة البيضاء
جزاك الله خير .
وإياك جزاك ربي خيرا..
حذفالحمدلله أن المقالة أعجبتك...