إفتخار العريفي الوهمي

إفتخار العريفي الوهمي

===========

يفتخر الشيخ د. محمد العريفي بأنه حقق عدد 7 مليون متابع أو يزيد, وربما هو الوحيد بين المشايخ الذي حقق هذا الرقم, ونحن نراه كبيرا جدا على شيخ دين, ونتداول أخباره كخبر غريب ومفرح في نفس الوقت لأنه في نظرنا إنجاز وأي إنجاز, فتفعل الروابط وترند الهاشتاقات, بينما نانسي عجرم مثلا تفوق هذا العدد بكثير, ومع ذلك ننظر لهذا الأمر على أنه طبيعي وليس بمستغرب ولا هو بالإنجاز, فلماذا نستكثره على رجل دين ونراه عاديا بالنسبة لمطربة مثلا؟!, وقد وقعت على صفحتها بالفيس صدفة وشاهدت هذا الرقم الكبير (أكثر من 8 مليون), وكنت قبلها فرحا للشيخ العريفي وأقول: والله الدنيا لسه بخير, والشباب العربي يحب الدين, فظهر لي أن الأمر بالنسبة للعريفي ولادة قيصرية بصفته الدينية لذلك تنتشر أخباره, بينما لنانسي ومانسي وغيرها فهي ولادة طبيعية, لذلك لا نعرفه إلا بالصدفة لعدم تداول خبره, وكأننا نقول ولو بطريقة غير مباشرة أنه لا غرابة أن نميل إلى الغناء والمجون أكثر من الدين, لأن أغلبية فئات الشعوب تميل لذلك, وهذا يفسر لنا سبب العيشة الضنكا التي نعيشها من مآس وتخلف وحروب وفقر رغم غنانا وتكالب الأمم علينا, فلا الديكتاتوريات نفعت معنا, ولا الحريات عدلت بنا, وأصبحت حياتنا فوضى نصنعها بأيدينا, بعد أن كنا نصنع التاريخ.
  سوف يقول أحد ما, يا أخي صدفة, وربما حالة نادرة, فأقول: نعم, لقد تركت الأمر ولم أعره إنتباها حتى علمت أن أعلى فيديو عربي في اليوتيوب بنسبة مشاهداته هي أغنية طني ورور, وقد تجاوزت ال 13,500 مليون مشاهدة, ولا أعتقد أن هذا العدد سيحققه أي شيخ دين سواء عالم أو داعية أو قارئ.

ثم أنه ما أثار إستغرابي أن جميع الفيديوهات العشرة التي حصلت على أعلى نسبة مشاهدات في الدول العربية, لم يكن بينها فيديوها دينيا واحدا, بل إنه لا يوجد فيديوها علميا أو فكريا أو مفيدا, فجلها كوميديا أو أغاني أو هز خصر, فيا أمة خابت وضحكت من جهلها الأمم.

من هنا أقول: أن العودة لديننا هو الذي سيمكننا من أعداءنا وسيقوينا وسيطورنا وسيجعلنا أمة من مصاف الأمم القوية والمتطورة, وما ذكرته ما هو إلا إنذار خطير ينبئنا على أن طريقنا الذي نسلكه طريق خاو من الإيمان والقرب من الله, وأنا هنا أتكلم عن الأغلبية, عفوا؛ الأرقام هي التي تكلمت ولست أنا, لذلك فنحن بحاجة إلى مراجعة أنفسنا قبل فوات الأوان.

انتهى موضوعي الأساسي, ولكن بمناسبة ذكره, تذكرت حادثة طريفة وقعت لي, فقد ثبت أنني متخلف فعلا, فرغم شهرة هذه الأغنية؛ هل يعقل أنني لم أسمع بها من قبل ولو مصادفة في قناة أو ما شابه!, لقد كان أحد الذين أعرفهم دائما ما يمزح معنا فيقوم ويرقص ويغني طيني ورورو, وكنت أعتقد ان هذه كلمات ألفها من عنده لا تعني أي شيء, فماذا تعني طيني ورور؟, وبصراحة لم أكن أعلم أنها أغنية ومشهورة أيضا, لقد ثبت فعلا أنني متخلف, حتى وقعت عليها صدفة, فتفاجأت أنها أغنية, ولكن ما فاجأني أكثر رغم هذا العدد الكبير جدا, وفوزها بأعلى نسبة مشاهدات, أنه حتى الذوق العام في إختيار الأغنية أصبح ضعيفا, وأصبحت أفشل أغنية لحنا وكلمة هي التي تتصدر القائمة, فلم نتخلف فكريا وعلميا فقط, بل حتى في الذوق العام تخلفنا, وقد ذكرت أنني كنت أعتقد أنها كلمات يهذي بها صاحبنا ليس لها معنى, فإذا بها أشهر كلمات قيلت في هذه السنة رغم تفاهتها وعدم وجود معنى لها, ون تو ثري فور ولد ولد ولد, سيدي يركب طيارة وأنا أركب عبارة, وحبيبي يشرب زقارة وأنا أضرب منقارة.

لذلك؛ من اليوم ورايح؛ أي شيخ دين يفتخر بمليون متابع, راح أدزله رابط سما المصري, واللي فيها فيها. 
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

=================
وكتبه/ العبد الفقير إلى رحمة ربه وعفوه
داعي التوحيد و نابذ البدع

@Alllprooofالحجة_ابن_عائشة

في 15 / 1 / 2014

http://antibiotic-for-all.blogspot.com
antibiotic.for.all@gmail.com

================