الإشراف..

يتشرف المدون بإنضمام الأخوات نمار وجابريه كعضوات فاعلات ومشرفات أساسيات في المدونه..

2012/07/07

اليوم عمر و غدا الرسول ...

اليوم عمر و غدا الرسول ...
==============
في فيلم لعادل إمام تقول له الممثله ميرفت امين: يالله وريني حترشي ربنا ازاي ...
كان إمام يمثل دور مليونير يشتري كل شيء بفلوسه , و اراد أن يشتري شهاده جامعيه , و كانت ميرفت تمثل دور دكتوره ذات مبادئ , و ترفض الرشوه , و يقول لها عادل إمام أنه يستطيع أن يرشي كل الشعب , فقالت أنها ستخبأ الإمتحان و لن يطلع عليه أحد أبدا و لن تنجح , ثم قالت كلمتها الوقحه ( وريني حترشي ربنا ازاي ) ...
دارت الكاميرا , فإذا بالمخرج الغبي يظهر لنا عادل إمام و هو يرشي ( ربنا ) , و لكن كيف ؟...
ظهر و هو يصلي , و بعد الإنتهاء من الصلاة فإذا بالهاتف النقال يرن , فيتكلم , و يقول لأحدهم : عملت إيه باللي قلتلك عليه , طب كويس , شوف كام محتاج وكلهم و اديهم صدقه , و دور على عشرين واحد عاوز يحج نتكفل بمصاريفهم ...
هل رأيتم كيف تتم رشوة الرب ؟؟؟ ...
و إذا ما علمنا أن مفهوم الرشوه هي إعطاء من لا يستحق لأخذ ما لا يُستحق سنجد أن هذه ألفاظ وقحه و تمثيل أوقح بحق رب العالمين , و عدم إحترام لذات الله و الوهيته وعظمته و أنه خالق ومالك كل شيء , يأتي الملك من يشاء و ينزعه ممن يشاء , فالله تعالى صوروه على أنه لا يغفر رحمة و لا يتقبل الصدقات كرما , إنما يرتشي لأنه محتاج للرشوه الذي هو غير مستحق لها أصلا , و طريقة رشوة الله في نظرهم كما رأينا , بالصلاة الإعتباطيه و إشتراء رضائه بالمال الحرام و ليس بالعبادة و النية الخالصه و الخضوع لإرادته كما كنا نعلم , فالله محتاج لصلاتنا و أموالنا كي يسد حاجة لديه ...
أرادوا أن يضحكوا الجمهور , فلم يعد يهم بعد ذلك سوء الأدب مع الله ...
الإستهزاء بالله و بالدين هي من أساسيات هؤلاء الممثلين , و قد ذكرت في مواضيع سابقه بعض منها , و لا أحبذ تكرارها , و لكن بالمجمل فإن هؤلاء الذين يدعون أنهم فنانين لا يهمهم شيء في الدنيا و الآخره سوى أعمالهم , فهم يريدون أن يصلوا إلى ما يريدون مهما كان الثمن , و لا تهم الطريقه أو الوسيله , فهم ميكيافيليون بعمق , و الغايه لديهم تبرر الوسيله , و الممثل يمكن أن يقدم تنازلات كثيره من أجل فنه حتى لو كان الثمن الشرف أو الدين , و العذر موجود و الحجه جاهزه و هي ( الفن رساله )  , و لا يهم إن كانت تلك الرساله وقحة أوقذره أو عكس ذلك , المهم أنه في نهاية المطاف فعل ما يريد...
و من شاهد مسرحيات عديده منها الواد سيد الشغال و الارهاب و الكباب و غيرها يعرف مدى ما وصل إليه هذا الإزدراء بالدين الإسلامي و الإستهتار به , و الغريب أننا نذهب و ندفع المال في شباك السينما  و أصواتنا تتعالى من الضحك و الإنبساط ونحن نرى ديننا يهان بهذا الشكل الفظيع ...
و لا يقتصر الأمر على عادل إمام فقد رأينا أعمال كثيره من هذا النوع , و كذلك منها الخليجي و على سبيل المثال مسرحية ( فرحة أمه ) ...
و هنا أستذكر موقف غبي جدا من متصلة على برنامج تلفزيوني  كان يتكلم عن غناء مرسيل خليفه لآيات من القرآن الكريم , فقالت إن سماع آيات من سورة يوسف على شكل غناء وموسيقى جعلها تعلم ابنها قصة يوسف ...
  ( شوفو العذر شوفو , لا والله حررنا فلسطين مادام إنت و ابنك أجيالنا ) ...
و في لقاء مع ممثل التزم و اعتزل التمثيل , ثم عاد مرة أخرى ليقتصر أدواره على الأدوار الدينيه ثم لاحقا أدوارا عامه , سأله المذيع قائلا: اليس التمثيل حراما يا استاذ ( محمود ) ؟...
فرد عليه: أنا بحثت في الموضوع فوجدته حلالا , و الدليل من القرآن , فتلى ( إن الله لا يستحي أن يضرب مثلا ) , ثم يكمل: فالله يجيز ضرب الأمثال , و التمثيل هو عباره عن ضرب مثل ...
أما أنا كرد عليه أستذكر قول الله جل في علاه: انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلا  ) و أقول ( إلا ضرب فجل مو مثل ) ...
مثل هذا التفسير الباطل عقلا و نقلا هو نفسه من يستخدمه أهل المذاهب الضاله لتمرير شرائعهم , فقد دخل علي أحد الشيعه ذات مره ليرد على موضوع لي كاتبا :
إن الحسن لم يتنازل عن الخلافه لمعاويه بل سالم , و إنما الخلافة له , و الدليل أن النبي عندما صالح الكفار في الحديبه جعل خلافة مكه في ايديهم , و لكنه سالم , و لا يعني مسالمته إعترافا منه بخلافتهم لمكه , و كذلك عندما أمر الرسول بشطب ( محمد رسول الله ) من المعاهده , فلا يعني هذا أنه ليس رسول الله بل هي مسالمه , و هكذا كان فعل الحسن ...
لم يميز هذا الشيعي المضلل في دينه بين هدنة الحرب كي يستعيد المحارب قوته و تنظيم جيشه و هذا جائز في كل الحروب و معترف عليه و هو ما فعله الرسول و بين السلام الدائم أو المسالمه كما أسماها و الإعتراف الشرعي النهائي لمعاويه , فخلط البطاطا بالذنجان مع شوية عدس و فول فأخرج لنا طبخة كشري ...
في مثل هذه التفاسير العوجاء و الأدلة المضلله يستند مجيزوا هذه المسلسلات من المشايخ , و ليس شرطا أن نتهمهم في نيتهم , و لكن من أراد شيئا زين له الشيطان سوء عمله , و الدين و التاريخ الإسلامي واسع و كبير , و فيه من الأدب و الفقه و القصص و الأمثله و التفاسير ما يجعل لكل من اراد شيئا أن يجد ثغرة يدخل من خلالها , عدا ما يتعلق بالأصول طبعا ...
لذلك , كان الافضل لكل مسلم يريد رضاء الله عليه أن يربأ بنفسه عن الشبهات و أن يحتاط لنفسه من المنزلقات التي قد تؤدي به إلى المهلكة و إحباط العمل ...
فلو إفترضنا على سبيل الجدال أن رأي من أجازوا هذه المسلسلات هو الصواب , ألم يكن تركها أولى من باب الإحتياط و البعد عن الشبهات ؟؟؟...
لقد بدأت مسلسلات تمثيل الصحابه منذ سنوات , و لم يتكلم أحد , و إن تكلم أحد فكان كلاما خجولا , ثم تطور الامر إلى أن وصلوا لخالد بن الوليد , ثم زاد الحد فصوروا الحسن و الحسين ثم الآن عمر بن الخطاب , و المرحلة القادمه ستكون الرسول نفسه ...
كان جميع من أدوا ادوار الصحابه سابقا ممثلين معروفين بفسقهم و مجونهم في الأدوار الأخرى , كما يعرف عنهم أنهم غير ملتزمين أصلا , و ربما بينهم و بين الدين ما بين المشرق و المغرب , بل إن الأمر وصل بهم إلى أن يؤدي نصارى أدوار الصحابه كباسم ياخور في دور ابن الوليد ...
الغريب في الأمر أن كثيرا من المتحمسين يقتبسون صور هؤلاء الممثلين و يجعلونها صورا جانبيه في الصفحة الشخصيه ( profile ) و لذلك فإننا نود من أحبائنا المسلمين في النت الحذر من نشر صور هؤلاء على أنهم صحابة أو قواد مسلمون , لأن مكانتهم و منزلتهم لا تأهلهم أن يكونوا في هذا المستوى و لا أن يتشبهوا بهم , و إن كنت أعرف أن من يفعل ذلك إنما يفعله عن حسن نيه , إلا أنني أغتاض جدا عندما أرى ممثلا ماجنا يلبس لباس الحرب الإسلامي و تنشر صوره على أنه خالد أو صلاح أو عمر أو غيرهم , و لا شك أن مثلي كثير يغار و يغتاظ ...
و مثال ذلك الدور الكومبارسي الذي قام فيه الممثل غسان مسعود في فيلم"kingdom of Heaven" الذي مثل فيه دور القائد صلاح الدين , علما أنه بالفيلم لم يسلموه سيفا حتى و لو كان خشبيا , و الآن صوره تتناقل في البروفايلات و كأنه قائد عربي ( صلاح الدين ) من خلال صورته في الفيلم المذكور , و هو التي معظم أدواره الأخرى في المسلسلات فيها تحرر و مخالفة للدين ...
إن مسلسل مثل عمر بن الخطاب حتى و إن كان هدف من أجازه من المشايخ نزيها , فإننا نعلم أن هدف القائمين عليه من القنوات و الشركات تجاريا أولا , إلا أننا لا نحتاجه نحن المسلمون والأسباب حسب وجهة نظري كثيره منها :
1 – نحن لا نحتاج إلى من يعلمنا سيرة الصحابه , فمن أراد أن يتعلمها فليذهب إلى المصادر التاريخيه أوثق و افضل ...
2 – كثيرا من السير تكون فيها إختلافات في سرد أحداثها , و الرواة مختلفون , فكيف سيوفقون في إستخلاص الأصح و لم يثبت تاريخيا في كثير من المواقف صحتها على وجه اليقين ؟...
3 – تنزيه الصحابة و تكريمهم عن هؤلاء الممثلين الماجنين الذين يمثلون أدوار خير البشر بعد الرسل و هم صحب النبي و فيهم آيات قرآنيه تتلى إلى يوم الدين ...
4 – حتى لا يكون التاريخ عرضة للتزوير , و هذا يفتح المجال لآخرين لاحقا أن يمثلوا شخصية نفس الصحابي وفق رأية أخرى و منهج آخر و تاريخ مختلف , فينشأ لدينا جيل يشكك في الوقائع و يتوه على أي حقيقة يأخذ و يستند , خاصة أننا أمام جيل لا يقرأ و لا يبحث ...
5 – كثرة ما تحتويه المسلسلات من مشاهد نسائيه و إختلاط يفرضه العمل , ناهيك عن الموسيقى و الأغاني و الرقص أحيانا , حتى لو كن مستترات , فالممثلون ليسوا حرمة للممثلات أصلا ...
6 – كثرة الأخطاء في سرد الآيات القرآنيه من قبل الممثلين , و هذا أمر خطير أن يسجل القرآن بصورة محرفه في مسلسل سيبقى إلى أجل غير معلوم ...
7 – سيرة الصحابه مليئه في الكتب و لا داعي أصلا لتمثيلها , و صورتها في الكتب رائعه جدا , فلا داعي لتشويهها بصورة ممثل يقوم اليوم بدور صحابي و غدا يمثل دور عاهر بكازينو أو سكير , فتبقى الصوره الأصليه للصحابي في ذهن المشاهد , ثم يرى نفس الصوره في تناقض كبير , فيختلط الحابل بالنابل في عقول أبنائنا الذين سيكون تقبل هذه المناظر ضمن وجدانهم فيكبرون عليها , حتى يصل الأمر بهم إلى الإعتقاد بأن بعض الأمور الفسقيه لا تتنافى و الدين , فكله مكمل بعضه , و هكذا ينشأ لدينا جيل مضطرب الشخصيه و مختل الوجدان و مهتز الإنتماء , و متناقض في  الشخصيه و متضارب في الرؤية الدينيه ...
8 – التمثيل بمجمله حرام , سواء عن سيرة عمر أم غيره , فليس السبب واحدا كي يحتجون بأنهم تحروا الصدق في نقل الوقائع التاريخيه , بل إننا ندعوا لمنع التمثيل من أصله , فإن لم نستطع , فصحابتنا خط أحمر ...
أكتفي بهذا القدر , و ربما هناك أسباب أخرى لا تحضرني ...
قد يتصور البعض أن الأمر فيه مبالغة , و لكن هذا هو الواقع فعلا , فنحن لم نسلم من شرور كثير ممن نشأ على التوحيد و الكتب الدينيه المدرسيه , و كثير منهم ظهر من عوائل متدينه  فلقيناهم يلحدون و يتبعون منهجيات أخرى غير الإسلام , فكيف بمن سينشأ على المتناقضات , و يرى الصالح هنا هو نفسه الطالح في موقف ثان , و هذا المشهد الذي يصور موقفا معين لصحابي غير ذلك المشهد الذي رآه في مسلسل آخر؟!...
و في هذا المقام المتصل بأمور أخرى يجب أن ننوه , إلى أن مسلسل عمر بن الخطاب و مسألة إيقافه , ليس أكبر أهمية من المطالبه بإيقاف جميع القنوات الماجنه بلا إستثناء , و لن أخصص قنوات بالإسم كي لا يعتقد البعض أنها المعنيه , بل كل قناة تنشر الفسق و المجون , و منها القنوات و الشبكات العامه و الغنائيه و التمثيليه و السينمائه و الكوميديه ما لم تراقب مراقبة شديده , و تفرض عليها إلتزامات بإحترام دين المسلمين , و لا يعني هذا أنه إذا فرضت عليها شروط قد أصبح ما تقدمه حلالا , فالغناء و التمثيل في مجمله حرام وفق فتاوى العلماء المعتبرين , و لكن نعني أن نخفف الضرر إن لم نقطع دابره كلية ...
في النهايه لا يشمل كلامنا جميع الممثلين و المغنين بلا إستثناء فعمل كل إنسان علمه عند الله , فمن شاء غفر له , و لسنا نحن بمعصومين عن الخطأ و الزلل , و إنما نعني الأغلبيه كما هو ظاهر أمامنا , و من باعوا دينهم بدنياهم ...
هذا ما لدي و الأمر يستحق أكبر من ذلك , و لكن أن يقرأ الكثير هذه المقالة الصغيره , خير من مقالة كبيره لا يقرأها الأغلبيه ...
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ...
------------------
تم تحريرها في 7 / 7 / 2012
==================
و كتبه / العبد الفقير إلى رحمة ربه وعفوه
داعي التوحيد و نابذ البدع
آلحٍّجًِْهٍَ آبٌَِنْ عًٍآئشًِْهٍَAlllprooof
http://antibiotic-for-all.blogspot.com
antibiotic.for.all@gmail.com
=================

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق