شركات فخاخ الدراويش..

شركات فخاخ الدراويش..

اتصل بي من لندن, "قال لدينا شركة للتعامل مع العملات والذهب والفضة والنفط وغيرها, فلما تشترك معنا راح تربح كثير", قلت: "إن شاء الله لما يكون معاي فلوس أشترك معاكم, هلا ما معي", قال: "معقولة ما معك خمسية دولار", قلت: "لا ما معي", قال: "قول ما بدي أشترك من هلا بدل ما بتكذب", قلت: "يمكن أنا احترمتك وما كلمتك بهذا الإسلوب؛ لكن طالما هيك بدك فاسمعها مني: "عندي وما بدي أشترك", قال: "وشو السبب ما بتشترك معنا", قلت: "لأني أعرف كثير منكم نصابين, وبتاخذوا فلوس العملاء", قال: "احترم نفسك, صحيح إنو ما عندك أخلاق", قلت: "لما كانت عندي اخلاق ما عجبتك, وهلا لما صارت ما عندي أخلاق ما عجبتك, كيف بدي أحاكيك يعني!".. 

بعد فترة اتصلت بي وحدة من دبي تطلبني للإنضمام إلى الملايين الذين يتداولون الفوركس والسلع في العالم, قلت لها: "أنا لدي شركات في بلدي فمالذي يدعوني إلى الى الإشتراك خارجها!", فعددت لي مميزات شركتها, المهم حاولت التملص منها بأدب وإحترام, فقالت: "قول ما بدي اشترك بدل ما تلف وتدور", قلت: "أنا لا الف وأدور, ولكن أنا أخلاقي تفرض علي التحدث معك بأدب, وبما أنك غير مؤدبة فسأقول لك: لن أشترك, ولا تتصلون على هذا الرقم", فقالت: "لكان خوذ هذا الخوزاق, المكالمة دولية وهي محسوبة عليك", قلت: "خوزاق مكالمة دولية ولا خوزاق أموالي كلها" J..

حتى الشركات فقدت معنى التعامل مع الزبون, خصوصا شركات النصب والإحتيال, فاحذروها, ناهيك عن شركات "بيع الزمن", التي تعني بشراءك اسبوع أو اسبوعين من السنة في مكان ما كي يكون محجوزا لك طول العمر, فتدفع مقدم بقيمة شراء شقة في تلك الدولة المعنية, ورسوم شهرية لا تقل عن مئة دولار كرسوم خدمات إلى أن تتوفى ويأخذ الله عمرك, أو يصادرون منك الوقت الذي باعوه لك, والأطرف من هذا أنهم عندما يقدمون لك العرض يقولون: "إن لم تشترك اليوم فإن العرض ينتهي غدا", أي اشتر بسرعة واستغل الفرصة, والحقيقة أنهم يريدونك أن تشتري قبل أن تذهب وتفكر في العرض فتجده عبارة عن نصب وإحتيال, فلا تشترك معهم..

ولو حسبتها بحسبة بسيطة, أن هذه الأموال التي تدفعها في أماكن محددة, وبأوقات معينة قد لا تجدها متوفرة عندما تحتاجها, فقد يقولون لك أنه ليس لديهم حجز, فيحيلونك لأيام الشتاء الخالية من السياحة, فتقع في الفخ الذي نصب لك وغاب عن ذهنك وقتها, فلو حسبتها فستجد هذه الأموال لو دفعتها على مدار عمرك في كل سفراتك حتى لو كانت ثلاث مرات في السنة, فإنها تسعك للسكنى في أرقى الفنادق والمنتجعات, وفي جميع دول العالم وليس في أماكن محددة وزمن معين؛ كمنتجعات تبعد عن المدن مئات الكيلومترات, وتوفر أكثر من نصفها أيضا, فالمنتجع في الشتاء مثلا من يسكن فيه!, فحينها سترفض الحجز, وهم يوفرون وقتك لتأجيره لآخر, وأنت تدفع من جديد لرحلة أخرى خاصة بك, وبحسبة أخرى, لو اشتريت في الدولة التي حددوها لك فيلا خاصة بك, وملك خالص لك طول السنة, وفي المدينة التي تختارها لكانت أوفر..

الشاهد: لقد وصل النصب والإحتيال القانوني إلى درجات لم يكن أحد يتصورها قبل أن يراها.. 

=================

وكتبه/ العبد الفقير إلى رحمة ربه وعفوه
داعي التوحيد و نابذ البدع

@Alllprooofالحجة_ابن_عائشة

في 18 / 2 / 2015

http://antibiotic-for-all.blogspot.com
antibiotic.for.all@gmail.com

=================