أما قبل وأما بعد.. ترميكم بلجة كالرعد...

أما قبل وأما بعد.. ترميكم بلجة كالرعد...

===============

أما قبل...

كان هناك عالما جهبذا يلقي دروسه على طلابه سنين طويله, فوقع في خطيئة افتضح فيها أمره, ففض عنه طلابه لما عرفوا من ذنبه الذي إرتكبه, وقرروا إعتزاله تماما, وقد فعلوا؛ فكيف لعالم بمثله أن يقع في هكذا ذنب؟, فاستدلوا على أنه لا يحق له أن يعلم الناس, وليس بكفاءة لأخذ العلم منه...

اعتكف في بيته حزينا أسفا, ولكن ليس بيده حيلة, وبعد فترة سمع طارق يطرق الباب عليه ففتح, وإذا به أحد طلابه, سأله ماذا تريد؟, فقال: أريد أن أكمل تعليمي لديك, فقال العالم: ولماذا لم تحذو حذو أقرانك في تركهم علمي وإعتزالهم دروسي, فقال الطالب: أنا لم أتبعك على أنك نبي...

وهكذا؛ أخوتي في الله, فلتعلموا أننا لسنا أنبياء كي لا نخطئ, وأنني وإن أخطأت يوما فهذا وارد وممكن جدا, ولكن الذي أعرفه جيدا أنني لم ولن أتعمد يوما الخطأ, ولا أن أظلم أحدا غيري, وإن شككت بأمر بيني وبين خصمي, قبلت الظلم على نفسي, فلئن أتحمل ألما في الدنيا أفضل من أن أحمل وزرا في الآخره, وأنا أعلم أنني لن أتحمله, هكذا أظن أو أسعى لأن أكون, والله أعلم إن كنت كذلك أم لم أكن, ولكن الصواب هو ما ستقرؤون تاليا...

إنني, أوجه هذه الكلمات لكل من يقرأ لي, أو يتابعني سواء عن قرب أو عن بعد, فاسمعوا من أخيكم الضعيف...

أما بعد...

إنني أنا كتلة من لحم ودم, ضعيف القوة قوي الشهوه, أغضب كثيرا وأهدأ قليلا, أخطئ جما وأصيب لمما...

إنني أنا المقل في عطائي, المكثر في رغباتي, الممن بعملي, المستكثر على رب.. أدني الباطل وأقصي الحق.. أتتبع أهوائي, وأزكي ذاتي.. مفتون بنفسي, ناسيا ذكري, ودنياي مبلغ همي...

إنني أنا لسان فالت عنانه, مرخي لجامه, فأعوذ بالله من نطقه ومن هذيانه.. وقلب فيه من شر الشيطان وهامه, فأستعيذ بربي من طغيانه ومن شيطانه.. وصدر مدحو بكل ذنب وطامه, وعين ملئت بود الدنيا خاصة وعامه...

إنني أنا أهل للشقاق, عدو للإتفاق, ميال للنفاق.. شنآني الرياء, وديدني عدم الوفاء.. أتبع الزيغ, ومسلكي الشقاء...

إنني أنا من أوبق نفسه بنفسه, فلولا رحمة من الله نلت منها أملا  بطول أمد, لمت كمدا على كمد, ولما بقيت لي كتابة من إصبع ويد...

فمن آذيته بكلمة أو تغاضبت معه بجملة, فليغفر لي صلفي وتعجرفي, وتكبري وخيلائي, وفتنتي وعجبي...

وبعد أن أنهيت ال ( قبل ) وال ( بعد ), وقد أصبتكم بلجة كالرعد, فاحملوني على ما قاله الشاعر:

من ذا الذي ترضى سجاياه كلها , كفى المرء نبلا أن تعد معايبه...

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

=================
و كتبه / العبد الفقير إلى رحمة ربه وعفوه
داعي التوحيد و نابذ البدع

Alllprooofالحجه_ابن_عائشه

في 7 / 1 / 2013

http://antibiotic-for-all.blogspot.com
antibiotic.for.all@gmail.com

================