وأما بنعمة ربك فحدث...

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وأما بنعمة ربك فحدث
بقلم: أم الشهيد السلفيه...
الحمدلله القائل في كتابه الكريم (وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها) والقائل (وما بكم من نعمة فمن الله) والقائل (وأما بنعمة ربك فحدث)
وصلى الله وسلم على نبينا محمد القائل ( اللهم ما أصبح بي من نعمة أو بأحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك فلك الحمد ولك الشكر) وعلى آله وصحبه،
ثم أما بعد:
كما هو معلوم اننا نتقلب بين نعم الله ليل نهار سراً وعلانية منها ما نعلمها ومنها ماهي خافية، وهذه النعم تحتاج الى شكر المنعم علينا بها لتدوم قال الله تعالى(وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد )كفران النعم سبب لمحق بركتها وسبب لذهابها وتعاسة صاحبها،
فأني أشكر الله على ما من به عليا من النعم الكثيرة وعطاياه الجزيلة شكر يليق بجلاله سبحانه،
ومن تلكم النعم أكمال ابنتي ( الشيماء ) حفظ كتاب الله مع تجويده، فوالله لا يعلم سعادتي إلا من خلقني بذالك بل بكيت من الفرح عندما أكملته وهي في العاشرة من عمرها، انها نعمة عظيمة أشكر الله عليها والله أسأله ان يمن عليا ويعني في تربية صغاري وأكمالهم كتاب ربي،
نبذة يسيرة عن الشيماء والله شاهد على كل كلمة سأكتبها هنا:
الشيماء هي أكبر أولادي وأحبهم الى أبيها، 
منذ نعومة أظفارها وملامح الذكاء على وجهها أكملت عامها الأول ونصف الثاني أي سؤال بسيط في العقيدة كانت ترد عليه وبالدليل، 
أكملت العامين وعندها قليل في جزء عم، كنت أذهب بها الى زوجة العلامة الوادعي رحمه الله وتقول لي حافظي عليها من العين لذكاها، الحمدلله ما نخرج من البيت إلا وقد رقيتهم كما علمنا نبينا ،
بعد العامين بدأت في تعليمها الحروف ولفصاحة نطقها وطلاقة لسانها حفظت الحروف سريعا ،
وأخطأت أنا في هذه المرحله خطأ اني تركتها بسبب تدريسي ودروسي ايضا، وأعطيها الشيء القليل من وقتي معها، حزنت بعد ذالك لو أهتميت بها لكانت حفظت القرآن من سنيين،
وهي نصيحتي لكل أب وأم أن رأوا في طفلهم الذكاء لا يهملوه ابدا،
من عمر السادسة معها بدأت أتفرغ لها وراجعت حسابي فعلمت أني قصرت في حقها، وأعطيتها جدول في كل شيء لكي نمشيء عليه والحمدلله استجابت لي وقبل حوالي شهر أكملت حفظ كتاب الله عن ظهر قلب، عندها حب شديد للدين وعندها خوف من رب العالمين، تدعوا للمسلمين دائما، كل من رآها تمنى ان يكون طفله مثلها أدب وأخلاق وعقل وهذا فضل الله،
والله بعض الأحيان أحرج منها تقول لي يا أمي اذا قمتي صلاة الليل فلا تنسيني من قيامه وقتها لا استطيع الرد عليها لأقول لها أمكِ مقصرة بذالك، ثم أقول لها لكِ ذالك ان شاء الله،
هذه هي ابنة العاشرة التي أسأل الله بمنه وكرمه أن يجعلها من أهل الله وخاصته وأن ينفع بها أمة الإسلام،
لديها شقيقها أصغر منها بعامين يحفظ الى سورة مريم،
أصلحهم الله جميعا،وأصلح أولاد المسلمين، اللهم آمين .
الله الله يا كل أب ويا كل أم في ما وكل اليكم من أمانات الأطفال، تريدون عز الإسلام وكرامته يعود عليكم باصلاح داركم وأصلاح أنفسكم واصلاح ذراريكم والله الموفق لكل خير،
والحمدلله رب العالمين

أختكم/ أم الشهيد السلفية