سفينة الحرية

كتب / ابن عائشه

alllprooof

سفينة الحرية

(( ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم ))
لا شك بان ما حدث لسفينة مرمره
او كما أحب ان اسميها سفينة الحرية
لهو أمر جلل تفيض له الاعين دمعا
و يخفق له القلب حزنا و يتحسر فيه الانسان
على زمن الاسلام الذي ولى بغير رجعة ,,,
و محمداه , وا عبدالله وا عمراه وا معتصماه ,,,
ارتضينا الخنوع و اتخذناه مبدءا , و قبلنا توطئة الرؤوس
و جعلناها عادة و تبنينا الخذلان واعتنقناه دينا ,,,
يا لها من كارثة ,,,

ان يحيا الانسان و هو يشاهد عزته و كرامته تداس كل يوم
باقدام قتلة الانبياء و المرسلين ,و يرى عرضه ينتهك
من كل صوب و حدبو بمباركة العالم و الانسانية جمعاء
تحت أغطية تسمى على حسب أهوائهم ,
فتارة يقال شرعية و تارة اخرى تسمى قانونيه
و هكذا ,,,
صبرا ال غزة فان موعدكم الجنة ,,,
و اني لأكاد أقسم ان ما في غزة من بلاء اليهود
اخف و طأة من ما يرونه من تخاذل عربي اسلامي ,
و لو شققت عن قلوبهم لوجدت الدم يسيل منها حزنا
على خذلان عروبتهم و ليس جرحا من عدوهم ,,,
يا لها من مصيبه ,,,
أه ال غزة لو تعلمون او لا تعلمون
انكم افضل منا مئات المرات
بل ملايين المرات ,,,
انكم الابطال و المجاهدين و المحاربين
و المدافعين عن دينكم و عروبتكم
بينما نحن نلهث وراء ملكات الجمال و المغنين و العراة ,,,
نتسابق على رفعة شأننا فتجدوننا في كل ملهى راقص
و عرض فيه تعري و منافسة فيها دياثة ,,,
تركنا ديننا ورائنا و كتاب ربنا نبذناه ظهريا
و رسولنا صار شخصية تاريخيه
تذكر و لا تتبع ,,,
و اصبح قدوتنا المغنين و الراقصات و العاريات الكاسيات ,
و كلما فسق أحد شاذ , كلما اصبح له شان عندنا و عظمة
لا ينافسه فيه عليها انس و لا جان ,
بل اصبح القدوة الذي يهتدى بهديه ,,,
نحمل السلاح في أوجه بعضنا و نصبح اسودا مفترسه
و شجعانا لا يقدر علينا احد ,,
ذلك عندما يحدث بيننا خلاف بسيط لا يكاد يذكر ,,,
تشتعل النيران معلنة الانتقام ضد من تسول نفسه المساس بشعرة منا ,
و تبدأ الاناشيد في الصدوح , و تعبأ القوات ,,,
و يذكرون الناس بتاريخ مزور لم يحدث ,
على نمط حرب تشرين و ستة اكتوبر ,,,
هذا في حال ان الامر ان كان بيننا ,,,
اما ان كان الامر أحد اطرافه اليهود , فالامر يختلف قليلا ,,,
و اقول قليلا ,,,
نبدأ بالدندنة على الحكمة
و ان السياسة تحتم على السياسي التريث
و دراسة الامر , و ان العجلة من الشيطان
و الحفاظ على موارد الامه أمر منشود الهدف ,,,
و أن ولي الامر بحكمته المعهوده رأى غير ما ترونه ,
لانكم يا شعوبنا
لا ترون ما يراه الحاكم الحكيم القائد العنفوان صاحب الامجاد
و سليل العائلات العريقه ,,,
هنا حكيم فطين و هناك متهور شديد العقاب ,,,
ماذا نقول لدول يحكمها ابطال تصارع الهواء
و قواد لجيوش وضعت اصلا
لقمعنا و للحفاظ على امجادهم و كراسييهم ,,,
لا تحسبوا يا اهل غزة , انكم وحدكم في البلاء ,
بل نحون نغوص بها من قمة راسنا الى اخمص قدمينا ,,,
و ما يبكيني دائما ,,,
خروج الشعوب العربيه الى استقبال رؤسائهم كلما مر بشارع
او طريق و التصفيق له و مناشدته الرضاء عنهم ,,,
و ما يكتب في الصحف من ابراز فضائل لهم هي غير موجوده أصلا ,
و لم نحسها على ارض الواقع و لم نشاهد منها شيئا ,,,
و نلاحظ عندنا ,,,
ان كلما زاد قمع الحاكم لشعبه كلما زادت محبتهم له
و كلما زاد إيمانهم بحكمته و شجاعته و قيادته الفريده
و زعامته التي لا نظير لها ,,,
اين هم اصحاب المجد العربي في نوادي السريبتيز ,
الذين كلما فازت عاهرة بمسابقة حتى لو كانت في ناد تعري ,
صاحوا باعلى صوتهم ليسمعهم العالم اجمع ,
(( نحن العرب نحن هنا موجودين ))
اين هم الليبراليين و المنادين بكل ما هو ضد لدين الله ,
و لماذا يصمتون حينما يستوجب الكلام و لا نسمع لهم همسا ,,,
اين هم المعجبين بالمغنين و المقتدين بهم , و لماذا لا نسمع لهم ركزا
في ظل هذه الظروف التي تجبر الصخر على الكلام
و الحجر على الاحتجاج ,
اليست لهم قلوب تجزع ام ان الحجر ألين قلبا منهم ,,,
اليسوا هم عشاق الفن و يقال ان صاحب الفن صاحب عاطفه ,
لماذا تتوقف عاطفتهم حين تستوجب الرحمة ,,,
اين هم المتغنين بامجاد الحكام ,
و هل ما يحدث في قدسنا و بلادنا المحتله سيمجد للحكام ايضا ,,,
اين مصر و الجزائر اللتان كادتا ان يتحاربا
بكل ما أوتيا من قوة بسبب كرة قدم ,,,
أين هو قائد الثورة الليبيه الذي يهدد العالم كل يوم ,
ويتوعدهم بالويلات و عواقب الامور ,,,
اين حكيم الامة العربية و حامي حمى الاسلام ,
لماذا لا يتخذ موقفا حازما ضد ما يحدث ,,,
اين صغيرة القوم التي تريد قيادة أمة بأكملها و هي تحتاج لمن يقودها ,
لماذا تستقبل وزيرا اسرائيليا في عز نكبة الأمه ,,,
ألا يكفي ضحكا على الذقون ,,,
ان الخروج بتصريحات فارغه على نمط
(( سحب السفير و استدعاء الحليف ))
لا يجدي نفعا , فهي لعبة مكشوفه و لا تسمن و لا تغني من جوع
شبعنا حتى التخمه من شجب و استنكار و اجتماعات طارئه
لا تخرج لنا الا بالغث الذي لا يقدم و لا يؤخر ,
بل ان حتى ذلك الغث لا ينفذ اصلا ,,,
تخرج دولا غير عربيه و منهم غير مسلمة
لتتعاطف مع شعب اعزل محاصر ,,,و تدفع تكاليف مواقفها ,,,
و تضحي بشبابها ,,,و نحن نتفرج لا نستطيع ان نفعل شيئا ,,,
تركيا التي ليست لها ناقة و لا جمل , تحمل اسطولا كبيرا
محملا بالغذاء و العتاد
هادفة من وراء ذلك كسر حصار مفروض على شعب محتل مظلوم
و تتحمل كل ما جرى بكل ثقة و قدرة ,,,
و نحن متفرجين فقط لما يفعله الاخرين ,,,
ان ما فعلته تركيا هو ضد مصالحها السياسيه
و ضد مستقبلها في الوصول الى أوروبا ,,,
و لكنها لا تعبأ و تضرب المعركة التي هي ليست طرفا فيها اصلا
و تضحي بمصالحها و مستقبلها السياسي من اجل مبدئها و انسانيتها ,,,
و لم نسمع من الاعلام التركي انه وصف رئيسه بالحكيم
او القائد او الشجاع ,,,
و لنتصور برهة لو ان رئيسا عربيا فعل ذلك ,,,
ماذا كان سيحدث لاعلامه ,,,
و السؤال ,,,
لماذا تركيا ؟؟؟
لماذا ليس نحن ؟؟؟
صدام حسين كلما اتجه بالياته الى دولة لمحاربتها لعب على
وتر فلسطين و تحريرها ,
تقوم الشعوب العربيه بالغناء له و بالدعاء رافعة الايدي لله بان ينصره ,
ثم يموت و هو لم يحرك ساكنا ,,,
ايران كل يوم تتحفنا بازالة اسرائيل عن الوجود ,
فيرفعون يعض الجهلة بحقيقة الواقع الايراني
خططها التوسعيه الجغرافيه و الدينيه بالتصفيق الحاد
و بمناشدتها الاسراع في الانقاذ ,
فنتفاجأ بان تاريخها كله ضد العرب و المسلمين و مع اليهود ,
و نلاحظ ان كلما صنعت اسرائيل جريمة كلما خفة حدة تصريحاتها ,,,

انها اعجوبة هذا الزمن الاغبر
الذي اصبح فيه الرويبضة حاكما
و السفيه متكلما , و الجبان قائدا ,,,
اين انتم ايها العرب و المسلمين ؟؟؟ ,,,,
هل من مجيب لاهل غزة ؟؟؟
يجب علينا أن ,,,
لا نلوم المعتدي لماذا اعتدى ؟؟؟
و لا نلوم المغتصب لماذا اغتصبنا ؟؟؟
و لا نلوم من لم ينصرنا لماذا تخاذل عن نصرتنا ؟؟؟
فالاولى ان نلوم انفسنا قبل ان نلوم غيرنا ,,,
و ان نحاسب ذاتنا قبل ان نحاسب الاخرين ,,,
(( فلا تلومني و لوموا انفسكم ,,, ))
اذا استطردنا فلن نتوقف , لان الموضوع اكبر من حزننا
و ما نحس به ,,,
و لكن نترك الامر لمن بيده الأمر ,,,
لا اقصد حكامنا و العياذ بالله ,,,
لكن اقصد من اذا عزت رحمة البشر كان هو الرحيما ,
و اذا نسيك الخلق كان هو الوكيلا ,
و اذا ظلمك الأقربون كان هو المنتقما ,,,
صبرا ال غزة فان النصر من عند الله وليس من عند انفسنا ,,,
و ان النصر باذن الله قريب